شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المقدمة
بقلم: الأديب الكبير الأستاذ محمد عمر توفيق
أخشى أن يكون من سوء حظ هذه القصص أن أقدمها أنا.. إلى القراء، في ظروف أحس معها أن آخر شيء قد أصلح له الآن: هو أن أكتب أو أن أقرأ.. وهذا قد يحرك الأسف - في نفسي على الأقل - لافتقاد متعة من أحب المتع والهوايات!
إن هذا قد يضع نقطاً على الحروف.. معناها: أنني أقدم قصصاً لم اقرأها كما ينبغي لمن يقدم شيئاً من هذا القبيل.
ثم إنني أحس أن عملية التقديم إنما هي - أو كما يجب أن تكون - من حق الكبار.
هناك - مثلاً - روادنا..
وأنا، في معية جيلي، إنما نأتي بعد الطلائع وبعد الرواد!
غير أن المسألة في هذه تبدو أقرب إلى حسن الظن أو إلى التفاؤل، أو شيء كهذا، من مؤلف القصص.
أما الأولى..
فأنا - وإن لم أدرس هذه القصص كما ينبغي - فإنني قرأت بعضها منشوراً في الصحف.. وربما قبل النشر، بحكم زمالة كانت في العمل الصحفي، وبحكم صداقة من أحسن الصداقات.
ولا أذكر الآن رأيي فيما قرأت.. أو هو قد لا يذكره على وجه التحديد..
غير أن ((الجيل الجديد)) - وهو من طلائع الجيل الجديد - قد كان محل تعليقاتنا..
وكان رأيي ولا يزال أن فيمن أطلق عليهم اسم ((الجيل الجديد)) من أكاد أتخيل مكانه في المستقبل على مستوى عالٍ بين الكبار.
ولا أقصد الزمن..
إنما أقصد التفوق الذي قد يلمع في الصغار أعماراً، وقد ينطمس في معالم الكبار!
إن ملامح هذا التفوق توصوص بقوّة في ((الجيل الجديد)).
وهذه القصص من تلك الملامح.
إنها قصص قصيرة توافرت لكل منها عناصر القصة في تطورها الأخير.. فيها ((فنية)) السرد.. وطراوة الخيال..
وفيها شيء يحرك الواقع.. وقد لا يستثيره، ويدلي بطرف ((العقدة)) أو اللمحة، وقد لا ينفضها..
وقد يترك بعض النهايات فيما يشبه ((مطب)) الغفلة - تماماً كبعض القصص أو كبعض مدارسها.. بلغتهم.. وأحسبها (المدرسة) الشائعة في غالبية القصص التي تنشر اليوم..
مدرسة ((الحادثة)) بأسلوب الحركة السريعة التي يعيشها عصر اليوم.. عصر القلق!
وهو أسلوب قد لا يسلم من العرض الفاتر.. أو المفتعل، أو هو قد لا يشد الافتعال في نفس القارئ.. وإنما يحركه أحياناً إلى درجة القلق في انتظار النتيجة.. وحينئذٍ قد يكون ((المطب))، لا النتيجة أو النهاية التي تتوقع - بضم التاء الأولى - بعد الانتظار.. وبعد القلق.
وهو أسلوب قد لا يسلم مما يطول شرحه الآن.. في دنيا الكلمة، أو العبارة.. أو الصور والمدلولات.
غير أن ((مدرسة الحادثة)) في القصة القصيرة الشائعة قد صادفت وتصادف نجاحاً طبيعياً في عالم اليوم، ذلك لأنها - على كل أو بعض علاتها - إنما ترسم شيئاً كالذي يجري على ((شريط)) الحياة..
نفس ((الحادثة)) التي يعيشها الناس - في سرعة - وقلق.. وفي سباق إلى الوجود.. أو إلى حيث ألقت!
وهكذا يلوح كل ما تجري به حاصلاً مقبولاً لدى الآخرين.. من أولها إلى آخرها.. أياً كان المنطق أو الخيال.
ولئن كان هذا في القصة، أو في المدرسة إياها، فإنه في قرائها أيضاً.. بالاعتبار نفسه.
* * *
ربما كانت هذه القصص منها..
أو أنها لا يقل مستواها، إن لم يرتفع، عن مستوى الكثير مما ينشر اليوم باسم ((القصة القصيرة))، ولا سيما إذا قدرنا رشاقة العرض، مع صرف النظر عن تحوله أحياناً إلى ما يشبه السحاب الغامض في ضوء النجوم!
وما أحسب أن هذا قد يحرك غروراً - من مؤلفها - من أي نوع كان.. فلقد عرفته ((معقولاً)) إلى ما قد كفاه ويكفيه - ويكفينا الله وإياكم - شر الغرور!
إنني أضعه - كما قلت له يوماً - بين كتّاب المستقبل الكبار.. في عالم القصة.. أو الصحافة عموماً..
وأذكروها.. ولا سيما إذا واصل الكفاح..
ثم - ولعلّ هذا هو الأهم - أن يعبِّر كما يحسّ.
* * *
غير أن الأسلوب هو الرجل.. كما قيل من وقت طويل.
وهذا - بالطبع - يصدق على الأستاذ كاتب القصص.. كما يصدق على الآخرين..
أما أنا فقد عرفت أسلوبه قبل أن أعرفه هو.. وكان فعلاً طبق أسلوبه.. أو العكس!
وأما أنت فقد تعرفه حقاً - بعد أن تقرأ له هذه القصص - من أسلوبه.. وقد تبدو المهمة شاقة.. فهذا أيضاً من الأسلوب نفسه.. أو الرجل!
* * *
المرأة.. على نحو مضغوط في هذه القصص، والرجل أيضاً على النحو نفسه.. إلا أنه يلوح وكأنه يجر أذيال الخيبة، - غالباً - بين الصدف.. والنهايات..
ومشاكل الزواج.. وحلولها التي تقع، لا التي يجب أن تكون.. إلى آخر ما أترككم لتقرؤوه في هذه القصص.
واسمها - كما اختاره عبد الله عبد الرحمن جفري - يعطي فكرة صادقة عنها.. أو عن أبرز ملامح الحياة!
نعم إنها ((حياة جائعة)) إلى كل شيء!
وسنواصلها جميعاً - في واقع الأمر، وفي هذه القصص وسواها بالشيء نفسه.. والجوع.. مع شعور مؤكد بأننا غير آسفين لضياع وقت سعيد؟
((محمد عمر توفيق))
مكة المكرمة 1382هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1324  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.