شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
استفتاء المنهل حول تصدير أدبنا (1)
رأي الأستاذ محمد عمر عرب
إن أدبنا - وبعبارة أدق - الأدب في الحجاز، أدب ناشيء فهو وليد الربع الثاني من هذا القرن، وهذا الزمن ضيق المدى، وهو لا يكفي لتكوين أدب قوي ممتاز كالأدب في مصر، لأن هذه الفسحة من الوقت لا تتيح له الظهور بالمظهر الذي يجب أن يكون باعتباره ناشئاً في منزل الوحي ومهبط لغة الضاد، وهو مع كل هذا قد سار بخطى ثابتة، وقوة جبارة إلى ما يهدف إليه من غايات ويرمي إليه من مطالب، وقد سبق بخطوات الفكر الوثابة هذا الزمن القصير الأمد.
فرأينا بعضاً من الأدباء والشعراء الحجازيين قد تغلغلوا في صميم الحياة الواقعية تارة، وحلقوا في أجواء الخيال أخرى، فانتجوا لنا آثاراً قيّمة حرية بالتقدير جديرة بالإعجاب، آثاراً عليها طابعها الخاص، طابع العربية المحض من جزالة في اللفظ ومتانة في الأسلوب ودقة في التعبير وقوة وصفاء في الديباجة.
قرأنا - كما قرأ غيرنا - بعض هذه الأدب بنوعيه: النظم والنثر لبعض أدبائنا وشعرائنا في نماذج من النثر، وأنماط من الشعر إن لم تكن في مستوى أدب الأدباء المصريين المبرزين الممتازين كالعقاد والمازني وطه حسين، ومن إليهم ممن تخطوا الحدود الإقليمية وأصبحوا أدباء عالميين، بحيث صار أدبهم أدباً عربياً خالصاً مبيناً، فهي في مستوى إنتاج من يليهم ومن يليهم من بعض أدباء مصر وغير مصر.
بل لا نكون مغالين إذا قلنا إن هذا الأدب أرفع بكثير من مستوى بعض الأدب في العراق وسوريا والمهجر، ولأن جهل كتاب العربية بهذا النتاج الطيب الحسن لقصور الدعاوة له وعدم نشره على الناس في شتى الأشكال والأوضاع كالنشر في الصحف، أو وضعه بين أيدي الكتّاب البارزين في مصر لتمحيصه ومعرفة جيدة من زائفه، وليأخذوا بذلك فكرة عن هذا الأدب يكون لها أثرها وحداها في الإشادة به والتنويه عنه.
وإن عدم الدعاوة لهذا الأدب وتنظيم وسائل نشره في مصر وغير مصر من الأقطار العربية، جعله أدباً مغموراً وجعل أدباء العربية لا يمكنهم أن يقارنوا بينه وبين الأدب في سوريا والعراق وغيرهما من البلاد الناطقة بالضاد.
وعلى هذا فإن الأدب في الحجاز صالح للنشر، كل الصلاحية، والأحرى بأدبائنا أن يبعثوا بنتاجهم الأدبي إلى أمهات الصحف العربية فإن في هذا النشر وسيلة لمعرفة قيمته وتقدير أثره. والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :920  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 37
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل