شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصة أصحاب الأخدود
ـ في بعض الروايات عن قصة أصحاب الأخدود أن الإمبراطور صاحب السلطان حول تلك الأرض قد اعتدى على ابنته ((وطأها)).. وقالوا بأنه كان ثملاً فلما صحا من سكرته وعرف فعلته.. أنكر ذلك على نفسه.. فبأسلوب أو بآخر.. أو لأنهم أحبوا أن يزخرفوا القصة.. أخذ هذا السلطان يتلوم أمام ابنته كأنما هو يعتذر.. يستغفر.. أو أنه طمع بأن يجد رأياً من ابنته يخرجه من أن يكون الأمر ذلة ليكون البعد فيه الكثير من التحلة.. فقالت البنت لأبيها:
أدعو رعيتك وأصدر قراراً يأمرهم بأن مباشرة ((الجنس مع بناتهم)) أمر أجازه السلطان فثار الشعب عليه.. لم يرضوا بهذا الأمر.. فألقاهم في الأخدود.. أي إنه أتبع الجريمة.. بجريمة أكبر أو أنها أصبحت الجرائم الثلاث.. استحل وطء ابنته.. واستحل قتل شعبه.. وأحل هذا الحرام.
إن هذه القصة رغم أنها مأساة إنسانية.. ففيها ما أحسبه ارتفاعاً بالتقاليد وانتفاعاً بالتربية.. فالتقاليد والتربية قد وضعته أمام المنكر أول الأمر لكن النزوع إلى مخرج مم حرمته التقاليد والتربية جره إلى أن يقذف بها.. فحلل ما حرم الله.. كأنما الوازع في الإنسان.. هو احترام المحارم.. فالإِنسان فيما جبل عليه.. وما نشأ عليه لا يخطر بباله أن ينظر إلى محارمه نظرة تجره إلى جريمة.. ويزيد الطبيعة الإِنسانية رسوخاً حينما تجد الفطرة من يتعهدها بالتنمية ويرسخها بالتربية.. فعقدة أوديب هي أنه أصاب ما أصاب من أمه تحت ضغط الجهالة.. فقد كان لا يعرف أنها أمه وحين عرف عذب نفسه.. فجاءت قصة أوديب تسمو على قصة حارق شعبه في الأخدود لم يستذل للندامة.. بل استكبر وتجبر يتلمس المعاذير.. ويقتحم المحاذير أما أوديب فما وجد لنفسه عذراً.. فانتقم حتى جعل من نفسه علامة أكبر دلالة لها أن التقاليد والتربية وأمانة التدين وفضائل الدين هي التي تنمو مع الطفل.. يفزع من أن يلجأ إلى خرق التقاليد والتربية وأمانة الدين وفضيلة التدين.. من هنا أحسبني داعياً إلى أن نجعل من الطفل أبا الرجل.. فالرجل مهما بلغ من قوة السلطان أو ترف الوجدان أو تطرف السلوك فإنه ابن الطفل الذي كان لا تنحرف به ما اكتسب بعد دور الطفولة عن ما ترسخ في وجدان الطفل وعقل الطفل.. فهناك مثقفون كبار كغاندي أو نهرو أو غيرهما عرفوا الأديان وارتفاع الإِنسان عن عبادة الوثن ولو في صورة بقرة أو في صورة أي حيوان.. لكنهم وقد امتلأوا معرفة لازال سلطان الطفل يمنعهم أن لا يكونوا هنادك فاتساع المعرفة محجوز في مضيق الراسخ في الطفولة.. ولست بهذا واعظاً ولكن لست إلا الطفل المتعظ!؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1018  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 254 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج