شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحمد بن الفرات
ـ أحمد بن الفرات كان من النجباء ومن الوزراء الصالحين لإِدارة أسلوب الحكم، كان وزيراً للخليفة المقتدر العباسي، سلم إليه إدارة الحكم فأصلح، وما أحسب أن إصلاحه لإدارة الحكم إلا لأنه قد طرد العابثين وأجلى الحاشية من طلاب الفوائد، وأخضع السماسرة حتى إذا بلغ الذروة في أذن الدنيا يثني عليه الذين تمتعوا بإصلاحه وهم عامة الشعب، وتربصت له الحاشية فأخذوا يكيدون له، فإذا المقتدر يسمع للواشين يدير صفحة أذنه للمغرضين فصبت النكبة على أحمد بن الفرات، عزله، صادر ما يملك، سجنه. فأخذ العابثون والمغرضون والمفسدون يغتنمون الفرصة، فإذا الإِصلاح يهدم، والشعب يضج، فاضطر المقتدر حين أنار الله بصيرته أن يعفو عن أحمد بن الفرات، يعود به إلى مركزه فأخذ ابن الفرات يسير بعزيمة وحزم فيعود الإِصلاح فقالوا له: كيف يتأتى لك هذا الإِصلاح؟
فقال: إن شعاري هو ((تمشية الأمور على الخطأ خير من الوقوف بها عند الصواب)) كأنما هو يقول: لا بأس على أن أخطئ في واحدة لأجد الصواب في عشرة.
وقالوا: إن المقتدر قد سأله.. بماذا تنصحني؟
قال: أن لا تخضع لهواك فأنت المسؤول لأن ترتفع عن الهوى إلى أن تضع الحب لأمتك لتأخذ حبهم لك. أما المسيرة على الهوى فمتعة عابرة كثيراً ما أسالت العبرات من عين من خضع لهواه، وكثيراً ما كانت هذه العبرات عبرة لغيرها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1018  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 230 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج