شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عروة بن أذينة
ـ وهذا الإِمام من أئمة القرن الثاني الهجري فقيه ومحدث، عربي صليبة، قد ذاع صيته شعراً أكثر من كونه عالماً. أعجبت به شاعراً كأنما مسه طائف من العقيق، أو بارقة أبرق بها مقامه في التربة الغزلة ((المدينة)). فإمام دار الهجرة ((مالك)) كاد أن يصبح مغنياً، فالبيئة تطبع إنسانها بطابعها، فهي إن لم تبصم جسماً وعضلاً فإنها الباسمة الباصمة له وجداناً وفؤاداً.
إمامنا ((عروة بن أذينة)) وفد على هشام بن عبد الملك، فإذا هشام يذكره بهذين البيتين قالهما عروة من قبل:
لقد علمت وما الإِسراف من خُلُقي
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيُعييني تطلبُهُ
ولو قعدت أتاني لا يعنِّيني
وكانت العجيبتان، الملك الأمبرطور يحفظ الشعر؟! أدّبه أبوه.. والإِمام لم يكد يسمع البيتين حتى خرج، يركب راحلته، يعود إلى المدينة خالي الوفاض.
ويسأل هشام عنه بَعْد، فحين لم يجده في دمشق أرسل إليه جائزة حفيلة، فإذا الإِمام ينشد بيتيه، يزيد إيماناً بما اعتقد وقال:
من كثرة إعجابي بقصيدته كتبتها بخط جليل وجلي أعلقها في لوحة أمامي، وأحب أن أنشرها، يتطرى بها وجدان الشباب:
إن التي زعمت فؤادك ملها
خُلِقتْ هواك كما خُلْقتَ هوى لها
فبك الذي زَعَمَتْ بها وكلاكما
يبدي لصاحبه الصبابة كلها
ويبيت بين جوانحي حب لها
لو كان تحت فراشها لأقَلَّها
وَلعَمْرهَا لو كان حبك فوقها
يوماً وقد ضحِيَتْ إذاً لأظلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوة
شفع الفؤاد إلى الضمير فَسَلَّها
بيضاءُ باكرها النعيم فصاغها
بلباقة فأدقّها وأجلّها
لما عرضتُ مسلِّماً لي حاجةً
أرجو معونتها وأخشى ذلَّها
مَنَعتْ تحيتها فقلتُ لصاحبي
ما كان أكثرها لنا وأقلّها
فدنا فقال لعلّها معذورةُ
من خوف رقْبَتها فقلتُ لعلّها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1074  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 229 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج