الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > تأثير المسجد

تأثير المسجد

ـ كنت في الدكان مع والدي فإذا بي أرى رجالاً يجرون.. وجهتهم نحو مسجد الغمامة.. فقمت لأجري معهم، فأمسك بي والدي يأمرني أن أجلس وقال: إياك إذا رأيت من يجري في هذه المدينة المنورة أن تجري وراءه وإياك إذا رأيت جمعاً من الناس يلتمون حول شيء أن تدخل فيهم!! فقلت: وما هو السبب؟! قال: تعلمت من الشيخ في المسجد وكان يرحمه الله أمياً.. تعلمت أن الدجال حين يصل إلى خارج المدينة.. يقف في الحرة الغربية ((يعني حرة واقم)) فيخرج ألوف من الناس الذين يظلهم الله به فأخاف عليك أن تكون منهم.. والدخول في اللمة غمة لا فرجة فيها، فالناس لا يلتمون في السوق إلا على شر.. هوشة أو غير ذلك والمرة الثانية هو أنه.. أعني والدي قد خرج متخفياً من المدينة هرباً من الهوجة التي أحدثتها ((الجندرمة)) أيام فخري باشا.. يمسكون بالرجل.. يرمون به في القطار وإلى الشام ولا يسألون عن أبنائه ونسائه.. وصل إلى القصيم حتى إذا وصل إلى خيبر سار راجلاً إلى قرية ((هدية)) وهي على السكة الحديد وكان القطار واقفاً في طريقه إلى المدينة فانسرب إلى عربة مليئة بأكياس الحنطة.. أغاث بها فخري باشا جمال باشا.. لم يشعر به أحد فوصل القطار يهدىء سيره فإذا هو أمام بستاننا في ((القاضية)) فقفز من العربة وكان يحمل في كل ((يد عكة)) سمن.. ودخل إلى البلاد وقد انتصف الليل.. ثم سار يتستر في الظلام حتى إذا وصل إلى البيت في زقاق الطيار ولم يطرق الباب لنفتح له.. جلس وراء الباب فلما تنفس الصبح وفتحنا الباب وجدناه وراءه.. فقالت زوجه: لماذا لم تدق الباب، تدخل بدل أن تكون كذا تعباً وسهراناً؟! فقال: لقد سمعت الشيخ يتحدث في المسجد يقول: يكره للرجل إذا ما كان غائباً عن بيته في سفر أن يدخل على أهله ليلاً فامتنعت أن لا أوقظكم من النوم وأن لا أخيفكم.

هذا أثر المسجد في عامة الناس.. ينصحني أن لا أجري في ((الهوجة)) وأن لا أدخل بيتي من سفر فإن ذلك قد يزعج النائمين.. أو أن يكون الوضع في البيت على حال لا يرضي..!!