شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النبات يُسبِّح
ـ حين يتلو المؤمن هذه الآية: وإنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبَّح بِحَمْدِه (الإسراء: 44) والآيات عن كلمة ((النملة)) والوحي إلى ((النحل)) و ((النار)) التي كانت سلاماً على إبراهيم عليه السلام وما جاء من المعجزات كحنين الجذع يوم بدأ الرسول يخطب على المنبر ولا يرتكز على الجذع وغير ذلك فإن المؤمن يصدقه والجاحد ينكر.
المؤمن حين يصدق ينشد هذا البيت:
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد
أكتب ذلك وأنا على يقين بأن اكتشاف العلماء في كل فرع من العلوم فيه الدلالة على الخالق الواحد الأحد. بقي حنين الجذع وما إليه، قد جاء رجال في اليابان وفي ألمانيا، كما هو في المقال الذي نشرته جريدة ((البلاد)) تحت عنوان ((النباتات تلتقط الإِشارات من الكواكب الأخرى الأكثر تقدماً)) في عددها رقم (7237) الصادر يوم الثلاثاء 27 ربيع الأول 1403هـ، يصدقون التسبيح والحنين كمشاعر النبات من كل نوع، ولا يستبعد أن يأتي كشف لعالم أن يعطينا بعض تجاربه عن مشاعر الجماد.
إنَّ هذا المقال جاء بالغريب العجيب عن شعور النبات بالخوف والحزن ومن قبل كنا نسمي شجرة ((المستحية)) ونعرف عن مشاعر النخلة.. كيف تغضب؟ كيف تمنح؟ تخضع للترضية وتشفى من جنونها بإيقاد النار تحتها، يتعكرش جريدها مجنونة، وحين تشفى يعتدل الجريد ويطول السعف. وفي إندونيسيا شجرة تلتف على كل حي يقرب منها.. تعصره تمصه. وقد جاء في الحديث: ((أكرمُوا عَمَّاتِكُمُ النَّخْل))، ألوجود المشاعر القريبة؟ أم لأن طلع الذكر كماء الرجل أم أن هناك مشاعر أخرى أعطتها أن تكون عمة الإِنسان؟
في مقال ((البلاد)) شجيرة عرفت قاتل الشجيرة التي معها في الحجرة. دخل الحجرة كثيرون فلم تفزع من واحد ولكنها فزعت وارتجفت حين دخل قاتل أختها. ولم يكن هذا جديداً علينا فهواة الشجيرات والأزاهير قد عرفوا ذلك إنما ينقصهم النشر، تفوتهم العناية بتسجيل التجربة. فقبل سنوات وفي بيت أسرة كريمة لنا صداقة معها ولها عناية بالشجيرات مر سيد الأسرة فانتزع فرعاً من الشجيرة بقوة وذهب، وبعد يوم أو يومين رأوا هذه الشجيرة ذابلة كأنها تتلوى عازفة أن تأخذ ما تسقط، فمرت السيدة تنظر إليها وعرفت ما صنع السيد فهداها شعورها المغرم بالنبات أن هذه الشجرة تألمت وحزنت فأطبق عليها اليأس، وكلمت رجلها تقول له: - خذ الطار.. تنقر عليه نقرات، يعني تطبل أمام الشجرة وأزغرد أمامها.. نزفها نسترضيها.. نلبسها قماشاً أحمر ربطه على فرع من فروعها. ولقد فعل السيد والسيدة ذلك فما مر يوم أو يومان حتى انتعشت الشجيرة وازدهرت، كأنما أعطيت حياة جديدة، إن أسراً كثيرة في جدة تعرف ذلك. أو ليس في هذا دعوة إلى الإِيمان ولا عجب وإنما العجب أن من يعطينا هذا الفهم أناس من غير المسلمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1165  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 211 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.