شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 1 -
طريف: تروح الشائعات في بغداد يا حازم وتتناثر فيساجل بعضها البعض ويصارع بعضها البعض الآخر فتضيع الحقيقة بين أشلاء الشائعات المتناثرة..
حازم: الشائعات تدور حول ماذا يا طريف؟
طريف: حول وفاة الهادي.. هل مات مسموماً؟ هل مات موتاً طبيعياً؟ هل خنقته أمه بمعاونة جواريها؟ هل انتحر؟ إلى آخر ما هنالك من شائعات..
حازم: أمّا أن تكون الخيزران أم الهادي قد خنقته بمساعدة جواريها فهذا غير معقول كما أن شائعة - الانتحار دس رخيص من أعداء العباسيين..
طريف: والشائعات الأخرى؟
حازم: الشائعات الأخرى لا يستبعد صدق واحدة منها..
طريف: أيهما ترجح؟
حازم: أرجح أنه مات مسموماً من أحد المقربين الذين كانوا يحاولون التدخل في شؤون الدولة فكان الهادي يرحمه الله يعمل على الحد من نفوذهم..
طريف: أتستطيع أن تلقي الأضواء على أحد منهم؟
حازم: لا يا طريف ويلوح لي أن المتهم قريب جداً من الهادي بدليل أن المحاولات تجري على طمس قضية وفاة الهادي وإلباسها لباس الغموض..
طريف: تصويرك صحيح ودقيق يا حازم..
حازم: ثم إنه مالنا وللتدخل فيما لا يعنينا ولا سيما والعيون تترصد من يحاول إثارة هذا الموضوع ولا سيما ونحن من خاصة الخليفة الجديد..
طريف: صدقت يا حازم المهم أن الذي خلف الهادي هو أخوه هارون الرشيد وهو كما يظهر يتمتع بمواهب - وخلال باهرة ستكشفها لنا الأيام..
حازم: لعلّه من حسن حظ الرشيد أن يتولى الخلافة بعد أن استقرت شؤون الدولة وتوطدت دعائمها وأخذت تشق طريقها قدماً إلى ذروة القوة والازدهار..
طريف: أترى الرشيد أصاب حين استوزر مربيه ومؤدبه يحيى بن خالد البرمكي؟
حازم: ما رأيك أنت يا طريف؟
طريف: رأيي إنه لم يصب؟..
حازم: كيف؟
طريف: ذلك لأنه أفسح المجال للنفوذ الفارسي الذي حاول جده المنصور أن يكبح جماحه بقتل أبي مسلم الخراساني..
حازم: لا شك أن يحيى البرمكي وأبناءه جعفر والفضل ومحمد وموسى جميعاً من أولي العزم والنباهة والجود والذكاء والعزم..
طريف: بلى.. بلى..
حازم: ولكن الرشيد الفتى العبقري الذي لم يبلغ الثالثة والعشرين من العمر يظهر منذ البداية مقدرة فائقة في تسيير شؤون الدولة والسهر على سلامتها ورخائها..
طريف: ما تقوله يؤيد رأيي..
حازم: كيف؟
طريف: مواهب الرشيد الفذة ستؤدي إلى حتمية الصراع بينها وبين مواهب البرامكة الهائلة..
حازم: الآن أدركت أبعاد الأمر ومداه فالبرامكة بالإضافة إلى أنهم فرس هم أيضاً من كبار الشيعة وهذا ما سيحمل الرشيد على الشك في إخلاصهم ونياتهم نحو الخلافة..
طريف: وهذا الوتر سيستغله خصومهم للضرب عليه كلما سنحت لهم الفرصة..
حازم: اللَّهم أكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن..
طريف: اللَّهم آمين.. يا رب العالمين..
(نقلة صوتية فخمة تظهر أبهة الخلافة العباسية نسمع بعدها صوت هارون الرشيد يقول):
الرشيد: جعفر!!
جعفر: نعم يا أمير المؤمنين..
الرشيد: أين والدك يحيى؟
جعفر: في مكتبه يصرّف أمور الدولة.. أأدعوه!؟
الرشيد: أفعل حالاً..
جعفر: بالأمر يا أمير المؤمنين..
الرشيد: وليأت معه حازم بن خزيمة..
جعفر: القائد حازم بن خزيمة؟
الرشيد: أجل يا جعفر.. هيا..
جعفر: أمرك يا مولاي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الرشيد يقول):
الرشيد: يا ابن الربيع..
ابن الربيع: مولاي..!
الرشيد: هل بالباب أصحاب حاجات؟
ابن الربيع: بلى يا أمير المؤمنين..
الرشيد: أدخلهم فرادي وكن قريباً منهم..
الربيع: والكاتب معهم يا مولاي؟
الرشيد: نعم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الفضل ابن الربيع يقول):
الربيع: هيا يا أصحاب الحاجات فقد أذن أمير المؤمنين بالدخول واحداً واحداً فسلموا عليه وإياكم والكلام الذي لا فائدة من ورائه.. هيا..).
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها ابن الربيع ومعه أعرابي من بادية السماوة فيسلم الأعرابي على أمير المؤمنين قائلاً):
الأعرابي: السلام على أمير المؤمنين.
الرشيد: وعليك السلام من أي الأعراب أنت..
الأعرابي: من بادية السمّاوة..
الرشيد: ما حاجتك..
الأعرابي: يا أمير المؤمنين تتابعت علينا السنون فغيرت النّعم وأهلكت الغنم فأكلنا ما بقي من جلودها فوق عظامها ونحن نعلّل بذلك أنفسنا ونمني بالغيث قلوبنا حتى عاد إشراقنا ظلاماً فاقبلنا إليك يصرعنا الوعر ويكننا السهل، وهذه آثار مصائبنا، بادية في سماتنا ولقد عظمت الحاجة وبلغ المجهود والله يجزي المتصدقين.
الرشيد: يا هذا قد أمرنا لك بغناك، فليت إسراعنا إليك، يقوم بإبطائنا عنك. أيها الكاتب سطر لعاملنا على بادية السماوة بأن يتفقد الرعية ويكتب لنا بحاجات أهلها..
(يدخل فتى من فارس فيحاول السجود تحية للخليفة.. كما يفعل الفرس مع أكاسرتهم فيقول له الخليفة):
الرشيد: قم يا فتى فالسجود لا يجوز لغير الله.. قل ما حاجتك؟
الفتى: يا أمير المؤمنين.. أنا من الري..
الرشيد: أنت من البلد الذي ولدت فيه.. تكلم..
الفتى: جئت مستجيراً بالله وبك من عاملك على الري..
الرشيد: ماذا وقع من عاملنا هناك..
الفتى: خطب أخوه ابنة عم لي من أبيها فأجابه إنها مخطوبة لي واشهد على ذلك فما كان من العامل إلا أن زج بوالد الفتاة وأخيها في السجن واقسم إلا يطلق سراحهما حتى تفسخ الخطبة وقد لجأت إليك بعد الله.
الرشيد: إن صح ما ادعيت عليه عاقبناه وصرفناه..
الفتى: اقسم يا أمير المؤمنين وأنا غير حانث..
الرشيد: يا بن الربيع..
ابن الربيع: مولاي..
الرشيد: خذ هذا الفتى إلى يحيى بن برمك ليسجل أقواله ويرسل معه حازم بن خزيمة للتحقيق مع عاملنا على الري فيما يدعيه الفتى..
ابن الربيع: أمر أمير المؤمنين..
الرشيد: وقد أمرنا له بخمسمائة درهم زاده للطريق..
الفتى: أطال الله عمر أمير المؤمنين..
(نقلة صوتية صاخبة نسمع بعدها صوت زبيدة تقول):
زبيدة: فارعة!
فارعة: نعم مولاتي..
زبيدة: أرأيت الأمين؟
فارعة: أتعنين محمد الأمين؟
زبيدة: هل هنالك أحد غيره بهذا الاسم..
فارعة: عاش الاسم وصاحبه..
زبيدة: قولي.. هل رأيت الأمين؟
فارعة: بلى يا سيدتي بلى..
زبيدة: أين يا فارعة؟
فارعة: في حديقة الدار يلهو ويلعب مع العباس بن الفضل بن الربيع..
زبيدة: ولا أحد من الحراس أو الخدم معهما..
فارعة: كأني أبصرتهما وحيدين يا مولاتي وأنا اجتاز حديقة القصر في طريقي إليك..
زبيدة: وحيدان..
فارعة: لا أستطيع الجزم يا مولاتي.. ولكن لم هذا السؤال الذي يتسم بالقلق؟
زبيدة: إنني أتخوف على الأمين منذ أصيب بمرض الجدري من جراء اختلاطه بمن هم دونه..
فارعة: توكلي على الله فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين..
زبيدة: حسناً.. حسناً قولي لي..
فارعة: ماذا أقول؟
زبيدة: ما هي أخبار مراجل؟
فارعة: أتعنين أم عبد الله المأمون؟
زبيدة: بلى.. بلى..
فارعة: إنها حصان البرامكة..
زبيدة: أهذا هو الاسم الجديد الذي يدعونها به..
فارعة: بلى يا سيدتي..
زبيدة: لقد أحسنوا بهذه التسمية وأنها منهم حسباً ونسباً. أجل سيأتي اليوم الذي ينزاح فيه هذا الكابوس ويعود الرشيد إلى أهله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تواكب دخول يحيى البرمكي وابنه جعفر والقائد حازم بن خزيمة نسمع بعدها صوت يحيى يقول):
يحيى: السلام على أمير المؤمنين..
الرشيد: وعليكم السلام.. مرحباً بأبي ومؤدبي..
يحيى: أكرم الله أمير المؤمنين وأيده بالنصر والظفر والصلح به.. وعلى يديه.. وأسعد بطول عمره الأمة وجعله غياثاً ورحمة ومتع به الخاصة والعامة..
الرشيد: أرى حازم بن خزيمة معك يا أبي..
يحيى: لقد جاء بناء على طلبك وسيذهب حيث وجهته.. فقد أعطينا الفتى ما أمرت وانطلق يتأهب للسفر بصحبة القائد حازم.
جعفر: أنصف الله بك يا أمير المؤمنين المظلوم، وأغاث بك الملهوف، وجعلك عصمة للدين وحصناً للمسلمين.
الرشيد: اللَّهم تقبل منا صالحات أعمالنا.. ووفقنا لما تحب وترضى..
يحيى: اللَّهم آمين..
الجميع: آمين يا رب العالمين..
يحيى: يا أمير المؤمنين.. لقد بعثت جعفر في طلبي.. وها إنذا رهن الإشارة والأمر..
الرشيد: أريد إن تستمر الصوائف كما كانت عليه أيام جدي المنصور ووالدي المهدي..
جعفر: إنه رأي سديد يا أمير المؤمنين.
الرشيد: ما رأي القائد حازم بن خزيمة؟
حازم: استمرار إرسال الصوائف على بلاد الروم فيه استنزاف وإنهاك لقوى الدولة البيزنطية عدونا الأول.. الذي يجب أن لا نترك له مجالاً للراحة. واستجماع قواه..
يحيى: ثم إن في ذلك إظهاراً لقوة الإسلام والمسلمين وترهيباً لأعدائهم وخلق جو من الرعب والخوف في قلوبهم وصفوفهم..
الرشيد: هذا صحيح.. ثم إني أريد أن أغزو عاماً وأحج عاماً بإذن الله..
جعفر: سُنّة محمودة يا مولاي..
الرشيد: وقد جمعتكم اليوم لأستشيركم في قادة الصوائف في السنين التي أحج فيها..
يحيى: أمير المؤمنين أعلم برجاله وقوّاده..
الرشيد:حازم بن خزيمة أحدهم ولكني أريد تدريب أكبر عدد من الرجال على قيادة الصوائف..
جعفر: هكذا يكون عهد الخليفة العادل الصالح حافلاً بجلائل الأعمال..
الرشيد: قل يا أبي ومؤدبي ما رأيك؟
يحيى: أرى أن نسمع قائد الصائفة في العام الذي يزمع فيه أمير المؤمنين على الحج فتسميتهم منذ الآن أخشى أن يخلق جواً من التناحر والتنافس بينهم فهل سيغزو مولاي في هذا العام أم سيحج..
الرشيد: لبيك اللَّهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :988  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.