شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 1 ـ
المذيع: أمجاد الجزيرة برنامج تمثيلي يروي قصة الجزيرة العربية منذ فجر تاريخها المجيد..
(موسيقى المقدمة)
مزنة: أماه!
سلمى: ما بك يا مزنة؟
مزنة: لقد رجوتك أماه مراراً وتكراراً أن تحدثيني عن أمجاد بلادي الجزيرة العربية فكنت ترجئين وتسوفين وأنا أنتظر وكلي رجاء فهل آن لك الوفاء بوعدك؟
سلمى: إن أمك سلمى ليسعدها أن ترى الجيل الصاعد من فتياتنا وفتياننا ينزعون إلى التعرف بأمجادهم الغابرة وتراثهم الخالد بعد أن طغي عليهم حبهم بكل مستورد من الغرب وليس ذنبك يا مزنة بل هو تيار المدنية الزائفة..
مزنة: فعلاً يا أماه والبركة في همتك وسعة اطلاعك فأوف لنا بوعدك..
سلمى: سأكون عند حسن ظنك ولك مني كل يوم حكاية شهدتها الرمال السمراء التي ملأت الدنيا إباء ومجداً ومكرمات.. فقد تغيّرت الأيام وتبدلت الأزمان وهذه الحكايات باقية تتنقل من قلب تروي للمجد الحاضر قصة المجد الغابر.
- موسيقى انتقال -
(تستمر الأم في حديثها):
قصتنا اليوم يا مزنة تبدأ قبل بزوغ فجر الإسلام بأعوام وأعوام: في أحد مواسم سوق عكاظ.
- موسيقى دخول التمثيلية -
عروة: أرى المحكمين قد انتظموا مكانهم على مرتفع من الساحة يا قيس بن زهير..
قيس بن زهير: وأرى الخنساء بين المحكمين يا عروة.. وإننا لنتشرف أن يكون هذا الموسم في مواسم عكاظ الخالدة.
حسان بن ثابت: انظر النابغة يعتلي المنبر ليقدم الشعراء يا علقمة..
علقمة: لله در النابغة يا حسان بن ثابت فقد أسهم في إشراق هذا الموسم وأضفى عليه من حذقه وتجاربه على المنابر ما يبشر بنجاح هذا اليوم وسنسمع بعد قليل نوابغ الشعراء يشتركون في رفع أعلامه..
عامر بن الطفيل: ما رأيت مثل هذا العدد من فرسان الشعر في مواسم عكاظ السابقة.
عروة: خذ موقعك من الحفل يا بن الفريعة.
حسان بن ثابت: وماذا أنا من هؤلاء النوابغ..
عروة: أنت الشاعر النابه فتقدم..
(همسات بين الجماهير.. موسيقى مصاحبة)..
النابغة: أيها القوم! سنتلمس في هذا الموسم روعة الصحراء في إفساحها وانبساطها.. في دفء حبها وعاطفتها في لياليها وجمالها في كبريائها وعتوها.. وستبرز أمامنا ملاحم هي صفحات مشرقة لهذا الوطن الذي أحببناه، وسجل لأمجاده ومفاخره التي نعتز بها ونورثها جيلاً بعد جيل..
أصوات: مرحى للنابغة.. مرحى.. مرحى..
النابغة: في هذه الصحراء التي تغلف حياتنا نبتت أعراف الحب، وترعرعت في واحاتها أزاهيره، وعلى قممها خفقت بنوده وتسامقت راياته.. إنها دنيا غير مقفرة من الندى.. لقد سقا شعراؤكم مجاهلها فأينعت شمائل ومكرمات. وأنبتت فيافيها فضائل ومروءات.. لقد تمزقت على أبوابها جحافل الغزاة والفاتحين وان طمرت بين تلافيف رمالها جيوش الجبابرة والعاتين أن هذه الصحراء صفحة وضاء في تاريخ الإنسانية يحدثكم عنها شعراؤكم في هذا الموسم.
أصوات: مرحى.. مرحى.. مرحى.. مرحى
النابغة: أيها الأخوة إذا كان الشعر هو الأداة الصالحة للتعبير عن خلجات النفس واستنفار القوى الخيرة في النفوس فهو أيضاً النافذة التي يطل منها الفكر على العالم. ومن هذه الربوة ذات المنبر الحر سوف يطل علينا طرفة بن العبد بحصيلة جديدة من الفكر الإنساني.. تقدم أيها الشاعر النابه فكلنا آذان صاغية..
(يعتلي طرفة المنبر وعيون الجماهير تشخص إليه):
طرفه:
لخوله أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفاً بها صحبي عليَ مطيهم
يقولون لا تهلك أسى وتجلد
إذا القوم قالوا من فتى خلت إنني
عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
وإن يلتقي الحي الجميع تلاقني
إلى ذروة البيت الرفيع المصمد
وإن أدع للجلَّى أكن من حماتها
وإن يأتك الأعداء بالجهد أجهد
وظلم ذوي القربي أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني
منيعاً إذا بلت بقائمة يدي
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
أصوات: مرحى.. مرحى.. فلتعلق على أستار الكعبة..
النابغة: ما رأي المحكمين..
أحد المحكمين: لقد لفظ الجمهور حكمه وما أعدل حكمه..
أصوات: مرحى يا طرفه.. مرحى.. (وأهازيج تتبع ذلك)..
النابغة: تقدم يا زهير بن أبي سلمى وأنشدنا من حولياتك:
زهير بن أبي سلمى:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
بحومانة الدراج فالمتثلم
فلما عرفت الدار قلت لربعها
ألا عم صباحاً أيها الربع واسلم
ألا ابلغ الأحلاف عني رسالة
وذبيان هل أقسمتم كل مقسم
فلا تكتمن اللَّه ما في نفوسكم
ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله
على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومهما تكن عند أمرىء من خليقة
وإن خالها تخفي على الناس تعلم..
أصوات: مرحى يا زهير.. حلقت وأجدت..
النابغة: ما رأي المحكمين؟
أحد المحكمين: تعلّق على أستار الكعبة..
أصوات: مرحى للمحكمين.. مرحى..
النابغة: تقدم يا بن كلثوم (يعتلي المنبر)..
أحد الأصوات: نريد قصيدتك أبا هند فلا تعجل علينا فقد سارت بذكرها الركبان.
عمرو كلثوم: سأقول من حيث أردت يا أخا العرب:
أبا هند فلا تعجل علينا
وأمهلنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضا
ونصدرهن حمرا قد روينا
ونشرب أن وردنا الماء صفواً
ويشرب غيرنا كدراً وطينا
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
وقد علم القبائل من معد
إذا قبب بأبطحها بنينا
بأنا المطعمون إذا قدرنا
وأنا المهلكون إذا ابتلينا
وأنا المانعون لما أردنا
وأنا النازلون بحيث شينا
ملأنا البر حتى ضاق عنا
وماء البحر تملأه سفينا
أصوات: مرحى يا عمرو.. مرحى للشاعر البطل..
النابغة: ما رأي المحكمين..
أحد المحكمين: تعلّق على أستار الكعبة..
أصوات: عاش المحكمون.. حييت يا عمرو (وأهازيج تواكب ذلك)..
النابغة: تقدم يا بن الفريعة وأنشدنا من طيب شعرك..
أحدهم (1): ما لحسان يصعد المنبر وفرائصه ترتعد..
الثاني (2): أرى الاصفرار يعلو وجهه ويكاد يقع مغشياً عليه..
أحدهم (3): إن رهبة الموقف..
حسان:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
أبي فعلنا المعروف أن ننطق الخنا
وقائلنا بالعرف ألاَّ تكلما
ولدنا بني العنقاء وابني محرق
فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا عمَّا
الخنساء (مقاطعة): صه يا حسان.. لقد أجدت ولولا قليل من الضعف لكنت في الطليعة..
حسان: ما أظنك تريدين التعريض لي يا أخت صخر.. أين الضعف فيما قلته يا خنساء؟..
الخنساء: لقد قلت الجفنات الغر فقللت العدد، ولو قلت الجفان لكان أبلغ..
حسان: أو تأخذين على غير هذا يا خناس؟..
الخنساء: وقلت يقطرن من نجدة دماً فدللت على قلة القتلى..
حسان: هل بقي لديك شيء؟..
الخنساء: بلى.. لو أنك قلت يجرين من نجدة دماً لكان أفصح.. ثم إنك فخرت بمن ولدت ونسيت من ولدك..
حسان: هلا ترفقت بي يا أخت صخر..
الخنساء: إننا لا ننكر سبقك في مواقف كثيرة.. ولعلّك تكون أمتع في موسم آخر..
(أصوات متداخلة من الجمهور.. يبرز منها صوت واحد يقول):
أحسنت يا أخت العرب..
(ينسحب حسان خجلاً حين يسمع صوتاً آخر يقول):
أحدهم: انسحب يا حسان فلست المجلي في هذا اليوم.
(ضجيج وهرج ومرج وأصوات ترتفع بالنداء):
نريد عنترة.. نريد فارس بن عبس.. نريد البطل.. نريد بطل الأبطال..
- خبطة موسيقية قوية -
مزنة: استمري يا أمَّاه.. فحديثك شيّق.. أرجوك.. ماذا قال عنترة؟
سلمى: لا يا مزنة.. لا يا مزنة.. لقد حان موعد نومك فهيا إلى مخدعك وغداً إن شاء الله سنعود للتحدث عن أمجاد الجزيرة..
- موسيقى -
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1379  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج