شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذا هو الشَّرقُ (1)
لا (الشرقُ شرقٌ) إذا ما ثارتِ الهِممُ
كلا ولا (الغربُ غربٌ) يومَ يصطدمُ
لكِنَّها (سَننُ التكوينِ) ثَابتةٌ
على العُصورِ فلم تَحفظ لَها ذِمَمُ
أجلْ تقهقرَ هذا الشَّرقُ فانغمزتْ
قناتُهُ بعدَ أن طالتْ بِها الأُممُ
واندكَّ (مَجدُ بنيِهِ) مُنذُ أن غَفِلوا
عن (الحَياةِ) وزلَّت مِنهُمُ القَدَمُ
تقاصَروا عن طِلابِ المَجدِ في زمنٍ
أولى بهم فيه أن يجري لهم نَسَمُ
وخالفوا فِطرةَ (الخَلاَّقِ) وافْتَرقوا
فسَامَهُمْ كلَّ خسفٍ من رَقى بِهِمُ
فَشا بهمْ من (خُرافاتِ) الأُولى نَقِموا
عليهمُ الجدَّ أوهامٌ هي الوَهَمُ
واسترسَلوا في غَطيطِ النومِ فاندحروا
مُنذُ استوى فِيهمُ الأحياءُ والرِّمَمُ
حَادتْ عن (المُثلِ العُليا) جَماهِرُهُمْ
حتى تشكَّى الوَنى من صَدِّها السَّأمُ
تسمَّمَ (الشرقُ) بالأَدواءِ فاتكةً
بجسمهِ واعتراهُ الجَهْلُ والعَدْمُ
ما كانَ أخلقَهُ والقَاطنينَ بِهِ
أن لا تَحُلَّ بهمْ مِن رَبِّهمْ نِقَمُ
تدثَّروا الخَّزَ لا أيديهُمُ نسجتْ
وحاولوا العِزَّ لا سَيْفٌ ولا قَلَمُ
بينا نرى (الغرب) قد جاشتْ (مصَانِعُهُ)
واكتظَّ بالقومِ ضمَّتْ شملَهُم نُظُمُ
تَرشُفُ العِلمَ أحقاباً مُسلسلةً
يدُ صُنَّاعٍ وفكرٌ ناضجٌ وفَمُ
قد زاحمَ (الطيرَ) في أجوائِها سَنحا
فلا البَزاةُ تعنيهِ ولا الرَّخَمُ
تعلو المناطيدُ بالرُّكَّابِ حَافِلةً
(متنَ السَّحابِ) وتدنو حيثُ تَرتَسِمُ
ما هَالَها "المَوجُ" في الأذى مُصطخباً
ولا التَّدهورُ في الهوى ولا العصمُ
وفي "البِحارِ" أساطيلٌ لها زَبَدٌ
يُعبَّسُ اليَمُّ منها وهي تَبتَسِمُ
وفي "الجِبالِ" من الأَنفاقِ زَمجرةٌ
إذا "القِطارُ" تَولى وهو يَضطَّرمُ
يُخاطبُ (الغربُ) أقصى الشرقِ في سَعَةٍ
بنِصفٍ ثانيةٍ هذا هُوَ الحُلُمُ
* * *
يا (شَرقُ) أين عُهودٌ فيك زَاهِرةٌ
(الصينُ) جادَ بها والهِندُ والهَرَمُ
أينَ (المَفاخرُ) في مَغناكَ شيَّدَها
أبناؤكَ العُربُ الأَمجادُ والعَجَمُ
ماذا استضامَكَ بعدَ التِيهِ فانقلبتْ
بك الدُّهورُ وأبلى مجدَكَ القِدَمُ
ألمْ تكُنْ مَصِدرَ الأنوارِ مُشرِقَها
شَرعٌ وعِلمٌ وأَخلاقٌ لها دُعَمُ
هل خَانَكَ الجّدُّ حتى بِتَّ ذا غُصَصٍ
أو غَالَكَ الجّدُّ أو غَاضتْ بكَ الأكَمُ
فيك (الحَضَاراتُ) قد شَابَتْ ذوائِبُهَا
وفي ذُراكَ استقامَ العَدلُ والكَرَمُ
وقد خَلعتَ عَلى (الأكوانِ) بُردَتَهَا
أيامَ تُنهِكُهَا الغَاراتُ والظُلَمُ
فكيفَ يَمَّمْتَ شَطرَ الجَّهلِ مُعتَسِفاً
ضَنكَ الخُطُوبِ وأينَ العِلمُ والعَلَمُ
-وكيف أصبحتَ في (ضَيْمٍ) وفي (ضَعَةٍ)
تَرعى الوَبَالَ وفي أشداقِكَ اللُّجُمُ
ألم تَكنْ صاحبَ (التثقيفِ) في أُممٍ
ظَلَّتْ بسعْيِكَ في الآفاقِ تَحتَكِمُ
لمْ تَرعْ فيكَ عهُودَ الفَضلِ واستبقتْ
إِليكَ (تَحصِدُ) ما شاءتْ وتقْتَسِمُ
ولا تَذكرُ للشرقِ المُديلِ يداً
وإنَّمَا هو (إِهراءٌ) ومُغْتَنَمُ
* * *
يا شَرقُ حَسبُكَ ما لاقيتَ من عَنَتٍ
أَفِقْ فإنَّكَ بعدَ اليومِ مُقتَحِمُ
شمِّرْ ذُيولَكَ وانهضْ لا تَكُنْ خُولاً
ولا يَصدّك عن دَركِ العُلى حممُ
وواصلِ السَّعيَ في التَّعليمِ مُقتبساً
خيرَ الفُنونِ وإلا مَضَّكَ الألمُ
واخْتَرْ لأهليكَ ما تُرجى منافِعُهُ
فأنت بالدِينِ (والتَمدينِ) تُحترمُ
وقُل (لكبلنغَ) إما جَاءَ مُعتذراً
هذا هو الشرقُ لا ما قلتَ أو زَعموا
وارهِفْ عزائمَ مِن أبنائك اتكأوا
على الأرائكِ يَعلو فَوقَهَا القَتَمُ
واشدُدْ أواخيهم واسلُكْ بهم جُدَداً
فَثمَّ يَرويكَ فيها البَارِدُ الشَّبِمُ
واجلبْ بخيلِكَ ارعد كلمَّا نَجمت
قرونُ شرٍ طَواها سَيلُكَ العَرِمُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :558  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 341 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج