شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عشق الكلمة
* ولد "محمد سعيد عبد المقصود" إبان العهد التركي، وعاش حياته الأدبية في ظل العهد السعودي "الذي نزع القيود التي كانت مفروضة على الألسن والأقلام، حيث أعطيت الصحف والأقلام حرية الكتابة والتعبير" (1) .
أولع بقراءة الكتب الأدبية والتأريخية، وخاصة كتب التراث، وكان دائم الاطلاع على الصحف والمجلات الخارجية التي كانت تصل بانتظام إلى الحجاز ومنها: (الرسالة، والهلال، والإسلام، والرواية، والمصورة وغيرها) كذلك الصحف المحلية ( أم القرى، وصوت الحجاز، والمدينة، والمنهل) وقراءته للتاريخ تأتي في المقدمة لإدراكه لقيمة الرواية التأريخية والسير، كمادة أساسية في البناء الفكري.
وإن كان هواه "الأول" للمطبعة، فإن حبه للأدب والأدباء عشق آخر ينافس "الأول" ومن براعته إنه جمع بين العشقين، وكان الماهر العادل.
ويصف ابنه الشيخ "عبد المقصود خوجه" حب والده للأدب واحتفائه بالأدباء – وهو الحب الذي ورثه من أبيه – في الكلمة (البليغة) التي تصدرت الجزء الأول من كتاب (الاثنينية):
("في البدء كانت الكلمة"، نهراً يتدفق رواء وخضرة وحياة، بحراً يفيض ثراء وأحلاماً لا نهائية، وشمساً تدفئ العقول بالمعرفة.. والقلوب بالذكرى.. والوعي بالحقيقة: مطلب الإنسان ومبتغاه.
ومع البداية الأولى.. كان العشق لها.. والحب لأصحابها، يختلط بأيامي وسنوات طفولتي الباكرة: فمن جلسات الصباح التي كان يلتقي فيها نخبة من كتاب وشعراء وأدباء الوطن في مكتب والدي "محمد سعيد عبد المقصود خوجه" - رحمه الله – رئيس تحرير أول صحيفة صدرت في عهد مؤسس المملكة وموحدها "الملك عبد العزيز رحمه الله" .. إلى تلك الأمسيات الباذخة والزاخرة التي كان يعقدها والـدي – يرحمه الله – على ضفاف مواسم الحج من كل عام في الليلة الثانية من ليالي عيد الأضحى المبارك على شرف أدباء وكتاب وشعراء ومفكري العالمين العربي والإسلامي.. كان الحب على امتدادها يتجذر.. وكان العشق على أمدائها يستطيل سنديانات، وأشجار سرو.. وكان الفؤاد الصغير يتوه بين ما يسمعه ولا يفهمه.. وبين القليل الذي يفهمه كلمات ويجهله معاني.. وبين ما لا يفهمه ولا يعيه أصلا. لكن البهجة كانت تغمر القلب الصغير، دافئة ودائمة وغير مبررة.
ثم انطوت تلك الصباحات المشرقة والأمسيات الوضيئة – على قصرها – بعد أن عاجلت والدي أقداره ليلحق بربه وهو في ريعان شبابه، وفتوة رجولته، فانطفأت تلك الصباحات والأمسيات ليزدحم الصغير بالأحزان..) (2) .
أيها الابن البار "عبد المقصود": تلك (الصباحات المشرقة والأمسيات الوضيئة) التي حفلت بها طفولتك الحالمة، ها أنت تعيدها لنا، في أروع صورها، في أمسيات "الاثنينية" الحافلة بالأدب والعلوم، والمحتفية بالأدباء والعلماء ولم تكن وحدك الذي أحس بتلك الفجوة التي تركها "محمد سعيد عبد المقصود" بعد رحيله ها هم أحبابه، ورفاق دربه، من كان يبادلهم المودة، ويدفعهم إلى الإنتاج المثمر – ومنهم من عاش معه تلك (الصباحات والأمسيات) التي لا تنسى، كم كانت غبطتي فارهة، وأنا أتابع ما يروونه عنه من ذكريات، أحسبها من الدروس الزاخرة بالفضائل وجلائل الأعمال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :828  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج