شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فروع للمدرسة في العالم الإسلامي
وأسس آل الدباغ بعد ذلك فرعاً للمدرسة في مدينة "عدن"، فالتحق بها مئات من أهلها ومن أهل اليمن والبلدان المجاورة لها، وعم خيرها بمثل ما عم خير مدرسة الفلاح في حضرموت على ما حولها من بلاد، وكان بين المدرسين بها عدد آخر من أهل مكة، كالأستاذ عمر حسين، والسيد الأديب علي حسن فدعق.
وأنشأ متخرج آخر من مدرسة الفلاح بمكة مدرسة فلاح ثالثة في مدينة دبي على الخليج العربي، ذلك هو العالم الفاضل الشيخ محمد نور سيف، بتوجيه من الحاج محمد علي زينل، ولقد عم الله بالخير الخليج العربي بفضل مدرسة الفلاح هذه، فأصبح لها الفضل في تعليم مئات ممن تلقوا العلم فيها وتخرجوا من فصولها، ولا تزال هذه المدرسة إلى الآن، يتعاقب عليها المربون والمثقفون من أبناء الخليج أنفسهم، وقامت بعدها مدارس أُخر نشرت العلم بأقطار الخليج العربي، وحذت حذو مدرسة الفلاح.
وفضيلة الشيخ محمد نور سيف بن هلال ولد عام 1324هـ – 1904م وتربى في مدينة "دبي"، وسافر إلى مكة المكرمة طلباً للعلم، فحفظ القرآن الكريم وأتقنه قراءة وتجويداً، ثم بدأ بحفظ المتون في الفنون المختلفة، وواصل دراسته للمراحل التعليمية بمدرسة الفلاح بمكة وفي المسجد الحرام.
وقد استفاد من وجوده مجاوراً بالحرم المكي، فواظب على حلقات العلم فيه، وتتلمذ على عدد من الشيوخ الأجلاء، منهم الشيخ عمر حمدان، والشيخ علي المالكي، والشيخ محمد العربي التباني، وتلقى منهم علوم التاريخ والسيرة النبوية والحديث والتفسير وعلومهما وعلوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة، وكان بين أفراد الدفعة التي تخرج فيها من الفلاح زميله السيد علوي مالكي عام 1347هـ.
وفي المرحلة الأخيرة من دراسة الشيخ محمد نور بالفلاح، كان مؤسس مدارس الفلاح الحاج محمد علي زينل، قد أنشأ مدرستين من مدارس الفلاح في البحرين ودبي، واختار لإدارة الثانية الشيخ محمد نور سيف، وكتب إلى مدير مدرسة الفلاح في مكة، وطلب منه تكليف الشيخ محمد بالتوجه إلى دبي، للإشراف على مدرسة الفلاح هناك، ومدرسة الأحمدية الحكومية، فقام بهذه المهمة خير قيام.
وفي عام 1368هـ - 1948م سافر إلى مكة لأداء مناسك الحج، ثم استقر بها، يدرس في الحرم المكي الشريف وفي داره، كما تولَّى إدارة مدرسة الفلاح بمكة في بعض أعوام إقامته فيها، وقضى أكثر من ثلاثين عاماً في مجال التأليف والتدريس، وكانت حلقاته في المسجد الحرام أربع مرات في اليوم، بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، وبعد صلاة المغرب، وبعد صلاة العشاء، وكان يدرس في فترة الصباح بمدرسة الفلاح.
وفي الثمانين من عمره المديد، انتقل إلى رحمة الله في البلد الذي أحب، مكة المكرمة، رحم الله الشيخ محمد نور سيف العالم العابد المربي، والتقي الورع، وأثابه على ما خدم به الإسلام والمسلمين.
وأقام الحاج زينل مدرسة فلاح خامسة في مدينة بومباي بالهند، وجلب لها المربين والمعلمين من أنحاء مختلفة من العالم العربي، وكان بينهم الشيخ حافظ وهبة، وعدد من خريجي مدارس الفلاح في مكة، نذكر منهم المعروفين: السيد محمد حسن كتبي، وزير الحج والأوقاف السابق، والأساتذة: سامي كتبي، وعبد القادر عثمان، وحمزة عجاج، وعبد الله عثمان، وأحمد با مفلح، وغيرهم ممن كانوا يؤلفون في بومباي، بعثة علمية لمدارس الفلاح في مكة، وكانوا يعلمون في الفلاح في بومباي، ويتعلمون في الوقت نفسه هناك، وأفاد الله تعالى بهذه المدرسة وتلك البعثة الجزيرة العربية والهند والخليج بمن انتسب إليها وتعلم فيها، وبينهم السادة: محمد حسن أخضر، وعمر غراب، والسيد عمر عقيل، والسيد إسحاق عزوز، مدير مدرسة الفلاح بمكة فيما بعد ومعاون، أمير مكة بعد ذلك.
وهناك مدرسة فلاح أخرى في الصومال، وأخرى في شرق أفريقيا، وثالثة في جزر القمر، في المحيط الهندي الغربي، ولا ننسى أيضاً مدرسة الفلاح في الكويت، وهي التي أقامها هناك الأستاذ زكريا الأنصاري، والد الأديب الكويتي المعروف، الأستاذ عبد الله زكريا الأنصاري، وروى الأستاذ عبد الله عن تأسيس والده لمدرسة الفلاح في الكويت لجريدة القبس الكويتية المؤرخة في 28 مارس (أذار) 1984م، أن: أصل عائلتهم من الحجاز، ثم هاجروا إلى عمان، حيث قدم والده من عمان، إلى الكويت، وأقام بها وكان له بيت في محلة (فريج العبد الرزاق)، وعائلته المكونة من أب ونحو عشرة إخوة.
وكان الوالد قد ترك عمان، حيث ولد، إلى الكويت، حيث أقام بها، وولدت له تلك الذرية، بطلب من عائلة آل عبد الرزاق، ليكون إماماً لمسجدهم، ولكي يفتتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت مدرسته من أوائل المدارس الأهلية القديمة في الكويت، وكان اسمها (مدرسة الفلاح). عندما وصل والدي من عمان إلى الكويت، كان متزوجاً من سيدة من عمان تنتمي إلى قبيلة (بني خالد)، وله منها ابن سماه يحيى توفي في الكويت وعاش الوالد حتى توفي في الكويت في شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1946م وكان عمره يزيد على الثمانين.
ويعود الأستاذ عبد الله زكريا إلى مدرسة الفلاح والتعليم في الكويت فيقول: كانت أولى دراستي في مدرسة الوالد (مدرسة الفلاح) عام 1927م وكان عمري حينئذ خمس سنوات، وبقيت في المدرسة ثلاث سنوات، وكانت هذه المدرسة واقعة في (سكة بن دعيج)، وكانت نفس بيت الوالد الذي نشأت فيه مع أخوتي، وفيها تعلمت القرآن الكريم، وبعض مبادئ القراءة، ثم فكرت في الالتحاق بالمدرسة المباركة، فذهبت إليها فعلاً عام 1930م، وكان ناظرها فيها يومئذ (سيد عمر عاصم) الذي كان بيته ملحقاً بالمدرسة، أما أساتذتنا فيها فأذكرهم: عبد الرحمن الدعيج، وملا سامل السحينان، وملا عثمان العثمان، وعبد العزيز الفارس، وملا إسماعيل، وعبد الله العمر.
وبعد سنين قضيتها في المدرسة المباركية، عدت إلى مدرسة الوالد (مدرسة الفلاح) كمدرس فيها، ثم تركتها، وفيها بعض المدرسين منهم: علي عبد الرحمن الدعيج وشقيقه صالح، ثم أغلقت هذه المدرسة (مدرسة الفلاح).
وكانت هذه المدارس كلها مستوحاة في تسميتها من مدرسة فلاح مكة ومن شهرتها، وبتوفيق الله سبحانه وتعالى لمؤسسها والقائمين عليها، من علماء الحرمين الشريفين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1292  التعليقات :1
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج