شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الحمد، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الأكارم، الأخوان الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بموسم من مواسم الخير، يسعدني أن أزجي إليكم التهنئة بعامنا الهجري الجديد سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعله عام خير وبركة علينا جميعاً.
يسعدني أن نعود للالتقاء مجدداً في إحدى أمسيات الوفاء لنحتفي جميعاً بصديق دربٍ مع الكلمة والإخاء والحب الصحفي... الكاتب المعروف الأستاذ سليم نصَّار، عرفتموه جميعاً على دروب الكلمة بشقيها الصحفي والقصصي، وعهدتموه محافظاً على التوازن بين المعشوقتين، وإن كانت الصحافة أكثر بريقاً واستحواذاً على وقته واهتمامه، فلذلك عرفناه صحفياً أكثر منه كاتباً قصصياً ولعلَّ إلقاء الضوء على الجانب الخفي في شخصيته المتعددة المواهب سيكون هذا أثر كبير في توثيق مسيرته الأدبية، فقد أطل ضيفنا الكبير عام 1961م لأول مرة على دنيا الأدب في قصة عنوانها (عند المنعطف) صدرت عن دار (المكتب التجاري) في بيروت وهو ذات المكتب الذي احتكر إصدار قصص الكاتب الكبير المرحوم إحسان عبد القدوس.
وبالرغم من انغماس ضيفنا في متاعب التحرير والصحافة آنذاك، إلا أن عمله في (دار الصياد) لم يمنعه من إصدار أول قصة اختصر في وقائعها تفاعلات الثورة المصرية وأثرها على التيارات الفكرية داخل الجامعة التي درس فيها أي الجامعة الأمريكية في القاهرة، واستقبلها نقادُ الأدب بكثير من الإطراء لأن شخصياتها كانت مثار جدل في الصحف بسبب الحالات النفسية التي كانت تعاني منها لكونها تنتمي في حرم الجامعة إلى ثقافة مختلفة عن ثقافة البيت والبيئة المصرية.
العمل الثاني أُعتبر نقلة نوعية في الأدب السياسي لأنه رسم من خلال قصة عاطفية حدثت في (برلين)، صورة النزاع بين الشرق والغرب، بين النظامين الشيوعي والرأسمالي، وبما أنَّ الكاتبَ قد زار برلين المقسمة إلى شرقية وغربية ورأى عمق التحولات التي يتعرض لها الفرد الألماني عندما ينتقل من نصف المدينة إلى النصف الآخر، وكيف تمزق مشاعره التحولات العقائدية فنسج من ذلك الواقع قصة فتاة شوهتها الحرب وتركت على وجهها جرحاً لا يراه أحد سواها، وصدرت بعنوان (وسام على الوجه).
الإنجاز الأدبي الثالث اختصره ضيفنا الكبير في قصة (غرباء) وقد اعتبره النقاد عملاً قصصياً مميزاً بسبب بنائها الفكري الجديد وأسلوبها المختصر والطريقة المشوقة التي عرض فيها طبيعة الكتابة الحديثة، وهي قصة البحث عن سراب السعادة عند الآخرين، ولشدة شغف الشاعر الكبير "سعيد عقل" بالقصة كتب في مقدمتها عن المؤلف يقول: "مسودة قاصٍ عالمي هذا الفتى الأسمر ذو القلمِ الذي يعرف أن ينقط في قوس قزح"، وقصة (غرباء) تتضمن في الواقع مجموعة من خمس قصص بينها واحدة بعنوان (الساعة الخامسة)، التي تحولت إلى فيلم تلفزيوني، وإلى مسلسل إذاعي أنتجه الكاتبُ المعروف الأستاذ نبيل خوري، التي سعدت الاثنينية بتكريمه بتاريخ 13/6/1416هـ. الموافق 6/11/1995م.
وفي رواية (رصاصة الرحمة) استحضر ضيفنا الكبير مفرداتٍ ورموزاً لحالة درامية مأساوية مستقاة من واقع أعمال الجاسوسية خلال الحرب العالمية الثانية وهي قصة دارت على أرض الواقع والتقطها المؤلفُ الكبير شفاهة من ضابط لبناني مُسنٍّ واستطاع بحرفية كبيرة أن يجعل منها عملاً درامياً مميزاً، وتلك من خواص المبدعين الذين يلتقطون الجواهر والدرر الثمينة من بين الأنقاض التي يمر عليها غيرُهم مرور الكرام.
والطريف في الأمر أن القصص والروايات التي كتبها ضيفنا تعتبر حداً فاصلاً بين عهديْ العزوبية والزواج، حيث توقف عن ممارسة هوايته المفضلة أي الكتابة الأدبية وتفرغ تماماً لمهنة الحياة الزوجية والمتاعب كصحفي محترف، ومعلق وكاتب ريبورتاج ورئيس تحرير لمنشورات مختلفة وردت في ترجمة الضيف الكبير وهنا أضع علامة استفهام لي ولكم الحق أن نتساءل ونسأل ضيفنا: هل الحياة الزوجية هي الحاجز؟... هي المانع؟... هي المعطِّلة؟... لا أعلم إذا كانت له الشجاعة الكافية لقول الحقيقة!! ولئلا أظلمه إنني أحد هؤلاء الجبناء، على كلٍّ أترك الإجابة له وليعذرني أن السياق أجبرني على ما أشرت.
الأساتذة الأفاضل: كما رأيتم جاء تركيزي في هذه الكلمة على الناحية الإبداعية التي قرر ضيفنا الكبير أن يضعها بين قضبان الذاكرة ورفع يده عن مواصلة المسيرة في دروبها المشوقة وربما كان له عذر في ذلك، ولكننا كمتلقين ندرك أهمية القصة والدراما الجادة في حياة الشعوب، حتى أن أكثر الكتب مبيعاً في أوروبا وأمريكا غالباً ما تكون في هذا المجال، وليت ضيفنا الكبير يعيد الكرة ويواصل ما انقطع، فالمسيرة ماتعة، والمتلقي يعشق الكلمة الصادقة التي تعكس واقع الحياة وتصورها بمختلف شؤونها وشجونها.
أما مواقف ضيفنا الكبير تجاه هذا الكيان الحبيب، فتستحق الإشادة والتقدير، لأنه لم يركب الموجة مع الذين أغوتهم شهوة الهجوم الباطل على رموز هذا البلد الكريم، فكان شاهد عصر برأت ذمته من الافتئات، وعفّ قلمه عن الولوغ في بؤر الفساد وبورصة البيع والشراء. كان شجاعاً بمعنى الكلمة، دافع عن الحق والحقيقة، وقال كلمته وسار، وما أشق الدروب المليئة بكثير من المتاعب ولكنه قدر الرجال.
تحية مفعمة بالعطر والشكر والعرفان لهذا الصحفي الأديب الذي احترم نفسه ومشاعر وأفكار قرائه، وهذا دليل على أن الكاتب الذي يحترم عقلية القارئ يظل أبداً مكان تقدير، فلا يذهب العرف بين الله والناس، ولكن من غرس خيراً جناه فضلاً وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
أتمنى لكم أمسية ممتعة مع ضيفنا الكبير، وعلى أمل أن نلتقي الاثنينية القادمة لتكريم أستاذنا الكبير محمد علي خزندار، وهو واحد من شهود عصر مضى، فله ولكم الشكر الجزيل على تشريفنا بحضوركم ولست بحاجة أن أكرر أن الاثنينية ليست لها رقاع دعوة توزع فالصدر مفتوح قبل الباب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكل من يتعامل مع الكلمة لتشريفنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- الأستاذ عبد الله مناع: هذه دراسية نقدية يا أبو محمد سعيد، هذه دراسة نقدية وليست كلمة ترحيبية.
- ضيعت النقاد يا أبو محمد ضيعتهم، كيف حياكلوا عيش هادول.
الشيخ عبد المقصود: الله يحسن إليك هذا لطف منك يا سيدي.
عريف الحفل: السادة الكرام كما جرت العادة في برنامج الاثنينية سيفتح الحوار بعد أن نستمع إلى السادة المتحدثين في حضرته بين الجمهور وبين فارس الاثنينية، فنتمنى من أراد أن يسأل سعادته فليوافينا بسؤاله مشكوراً.
الحقيقة نبدأ بمتحدثي هذه الليلة ونبدأ بسعادة الدكتور عبد الله مناع، رئيس تحرير مجلة (الإعلام والاتصال)، والأديب الصحفي والكاتب المعروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :729  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 179 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج