شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الأستاذ المربي الفاضل الكبير
الأستاذ عبد الله بغدادي ))
أحييكم وأشد على أيديكم من هذه الليلة الكبيرة... ليلة القصيدة الفصامية الفصحاء وأقول:
 
بَـيْتُ الـعُروبَةِ كالمقام نقاوةً
وعكاظَ في الإِطْرابِ والإنشاد
هـو مَنْبَتٌ لِمَكارمٍ هـو مَطْلعٌ
لـكَوَاكب هُـوَ ملعبٌ لِجياد
 
ولعل الأخطل الصغير أمير الشعراء بعد شوقي.. تتفجر الأنغام من جنباته، هو رجل عربي من بيت عروبة "بيت مقامٌ ومشادٌ للشعر والأدب".. وبيت "الاثنينية الغراء في لياليها الزهراء، على الروابي الخضراء، وفوق التلال العفراء.. واحةٌ للأدب فيحاء، وخميلةٌ للحب غَنَّاء.. وفيها: هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان وآت.. ومن هذه الليلة الكبيرة والقصيدة العصامية العصماء.. يتيه بها الأدب والأديب صباح مساء، فلقد طرَّزها النور والحب، وعلا فيها الوفاء، من حبيب الأدباء والبلغاء "الخوجة" عبد المقصود.. صاحب هذا البيت الاثنيني ومنبره العالي شامخ الذرى، باذخ النهى، منبرُ النسق العالي والطراز الرائع من الشعر والأدب.. والخلق والإبداع الحضاري..
الاثنينية شلالات تنحدر وجداول تنساب "نميراً عذباً رقراقاً" نصب في الملتقى "الاثنيني" الفكري الأدبي لهذا الأديب العاشق للكلمة "نهراً يتدفق رواءً وخضرة وحياةً، وشمساً تدفئ العقول بالمعرفة أحبها منذ كان بُرْعُمَ وَرْد وفتىً طريَّ عمر ونضير شباب.. وعايشها مع والده الأديب طيب الله ثراه وقد استطال وتجذر وتعمق حبه من صالونه الأدبي الماتع، بحبه صاحبه كما يحب الحب.. وشخصياً أحببته ما كففت ولوصاله وقربه ما قطعت.. عايشته طيلة عمر الاثنينية ومدة ريعانها وشبابها وعزها ومجدها وفخرها وفي زمن السنين الخوالي.. ومن الحب لدى صاحب الاثنينية ووفائه الغلاب لكل محبيه تجلو صورة ريَّانة بالوفاء ولضيفه من هذه الليلة الكبيرة الطبيب الأديب الألمعي والقصصي الرائع صاحب العلم البارع لن يكف أبداً عن الدَفْقِ والعطاء من عالم الأدب القصصي له فيه صولةٌ وجولةٌ. وإبداعةٌ حلوةٌ متأنقةٌ متألقةٌ وقد تندت فيه حسناوات جياد، سابغات رافلات من هذا الميدان ويتجه بأدبه القصصـي وينحو به منحى كبار القصاص الرواد في الوطن العربي من أمثال من عالجوها وأحسنوا صناعتها وعرفوا تأثيرها ووقعها في الساحة الأدبية وهم: طه حسين، سلامة، ومحمد تيمور، محمود طاهر لاشين، مصطفى المنفلوطي، إبراهيم المازني، توفيق الحكيم، محمود تيمور، إبراهيم المصري، يوسف السباعي، سعيد العريان، عبد الحميد السحار، يحيى حقي.. وأخيراً القصصي المسرحي التلفزيوني البارع نجيب محفوظ الحائز على جائزة "نوبل" في الأدب والذي حقق بقصصه المتألقة النجومية والعولمة وقد أخذ بها إلى رحاب الفن القصصي البارع والمسرح العالمي الرائد، وكون الدكتور عصام خوقير طبيبٌ لامع في عالم طب الأسنان، فقد ازدهى أدبه القصصي سَبْطُ اللسان.. يَبْسُم ثغرُه عن جُمانةِ الشَّنَبِ ويلمع كخد الورد من شفة الضحى.. عاشقٌ متطلعٌ إلى حسن غامسٌ لأنه أساس صحة الإنسان قلمه بعطر، ما خَطَّ به إلا وفاء وما قَطَر مداده إلا حُباً كأنّ قلمِهَِ ذراعُ العَاشِق تَلُفُّ الأمل الحاني وتدفع غمَّة القلب.. عشق الطب واستهواه الأدب ومَزج الاثنين أدباً قصصياً شهياً وطباً عبقرياً ندياً.. وقل أن يجتمع الإثنان في إنسان إلا صاحب الموهبة تأخذ بصاحبها إلى عالم الإبهار والإيداع.. ورحاب الفن الأصيل.. والأصالة والمعاصرة.. "فعصام خوقير".. سيرة عطرة وسنبلة طائبة مثقلة بالجنى المذهب ولألاء من الذكر الجميل والعطاء الجزيل، ووهجٌ من الحب العميق..
جعل محاسن الأخلاق له سيرة وتطيب بطيبها، صحبته زمن الدرس والتحصيل بدار البعثات السعودية بالقاهرة.. ورافقني العمل مديراً للوحدة الصحية بمنطقة تعليم مكة المكرّمة وكنت مؤسسها ومديرها وقد توثقت صلتي به ما انقطعت والوصال والقرب ما توقف أبداً.. أخذ علم الطب نديّاً على أعلامه وجناه شهياً من أطرافه وابتغى طرف الحكمة.. ينشر قصصه يجتني من طيب الطيوب والأطياب..
بها الحكمة وليشرِّقَ الهِمَّةَ، ويزيد من الفهم والأدب، ويُنَفقِّ بضاعة أهل العلـم من السوق الكاسدة، ويوقظ العيون الناعسة، ويَبُلُّ الشَّنَّ المُتَفَضِّفْ، ويندى الطين المترشف، ويذلل قَعُودا الصبر، ويحُج راحلة الأمل ويُحلى مُرَّ اليأس..
فصيحُ اللسان، باهرُ البيان، سَبْطُ الكلام، حلو الكتابة، طويل العِنان.. حديثه شهي ونقاشه شجى من خطرات العقل، لفظٌ عذبٌ، ومأخذٌ سهلٌ، ومعرفةٌ، ووفاءٌ بالنثر والسجع، وتباعد من التكلف الجافي، وبقارب من التلطف الخاص مالكٌ لزمام القصة، يوفيها حقها من الحبكة والدراية، ويؤثر ويتأثر، ويُجَوَِّد المعنى والمبنى، ويرقرق المعنى... ويَجُودُ بأعذب الألحان، وأشجى الأنغام.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1053  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج