شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتورة سهير فرحات))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قالوا لي لديك أربع دقائق للكلام، طبعاً أنا لم أعترض لأني أعلم أن منافسيّ في الكلام على تكريم أميرة كُثر..
اليوم نحتفل بشخصية استثنائية، ولعل الحضور الكريم كما ذكر الشيخ عبد المقصود خوجه هذا الحضور الكثيف والتفاعل الذي سيكون كبيراً كما أتوقع يجسد تميز هذه الشخصية، ويؤكد مكانتها الجديرة على المستوى الأكاديمي بشكل خاص، وعلى المستوى التنموي بشكل عام. إنها أميرة كما يحلو لي أن أسميها وكما أسميها دائماً فغداً أن لروحها من اسمها نصيب جم فكلما ألتقي بها أو أقرؤها لها أو أحضر لها حدثاً أجدني مع امرأة كل الأشياء، إنها قبيلة من النساء، تحمل قضاياها في جيبها أينما ذهبت؛ فالتعليم والمرأة والبيئة والحرية والعدل والماء والهواء والبحر والنهر والعصفور والتربة أشياء من قضاياها، كل ما يؤرق الكون قضيتها (ربما تعتقدون أنني نسيت الرجل) لا لم أنسَه.. الرجل ضمن قضايا أميرة لا يمثل مؤرقاً من مؤرقات الكون، ومن يعرف زوجها الدكتور محمد إخوان ودماثة خلقه يمكنه أن يدرك سر موقف أميرة المتسامح دائماً مع الرجل.
هموم أميرة متدفقة لا نهاية لها، فهي على انشغالٍ متواصل بطالباتها وبأبحاثها وبالمتابعة النهمة لكل الأعمال والنشاطات الثقافية والأدبية التي تجري على الساحة السعودية، هي حريصة دائماً على الحضور والمشاركة في معظم المحاضرات والندوات والمهرجانات الفكرية التي تقع في محيط تخصصها وغير تخصصها.. أميرة أخطبوط في العمل الإصلاحي لتنمية المرأة والتعليم والإعلام..
إن تكريم أميرة اليوم هو تكريم للإبداع وتكريم أميرة هو وفاء للنضال الذي خاضته وتخوضه من موقعها الأكاديمي والثقافي والإعلامي الصامد، فلم تتمكن من حماسها الإحباطات، ولم تفلح أساليب الحصار الفكري في أن تهز مبادئها النزيهة، أو توهن نشاطها أو تطفئ وهج قلمها ومفرداتها الجريئة الواثقة.
احترافية أميرة تستعصي على السرد في الدقائق القصيرة التي حاصروني بها، لذا سأوجه التكريم إلى ارتباطي الذهني بأميرة، ذلك الارتباط أو ذلك الموضوع الذي لا تحب أميرة أن تتحدث عنه، فمنذ حدود الأربع سنوات تحولت أميرة عندي إلى حالة ذهنية مرتبطة بقصيدة "المرأة وجسدها الموسوعي" للعبقري نزار قباني، الذي يقول فيها:
ليس صحيحاً..
أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً..
ولا ينتج شيئاً.. ولا يبدع شيئاً..
فالوردة هي أنثى.. والسنبلة هي أنثى..
والفراشة والأغنية والنحلة والقصيدة هي أنثى
 
كان أول يوم أقع فيه على هذه القصيدة هو نفس ذلك اليوم الذي زرت فيه أميرة في المستشفى إثر عملية قدمت فيها كليتها إلى ابنها ماجد قرّ الله به عينها، خرجت من زيارتها يطير بي شعور جامح بالزهو.
خرجت من عندها مفاخرة بجسد المرأة وبعقل المرأة وبأمومة المرأة وبكل شيء في تكوين المرأة، لقد جسدت أميرة تلك الحالة التي كيف يمكن أن تحتل بها الأمومة لب العمل الفطري في امرأة متعددة الاحترافات.
أنت على حق يا نزار فليس صحيحاً أبداً أن جسد المرأة لا ينتج شيئاً ولا يؤسس شيئاً ولا يبدع شيئاً؛ فجسد أميرة منح الحياة بإصرار لشخص واحد مرتين.
لكم الفضل أن منحتموني شرف المشاركة في تكريم الرائعة الدكتورة الأستاذة أميرة قشقري.
عريفة الحفل: شكراً للدكتورة سهير فرحات، والآن الكلمة لسعادة الأستاذ الدكتور عبد الله السلمي رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة.
 
 
طباعة
 القراءات :329  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج