شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الفردوس المفقود (1)
هذه القطعة عربت نثراً من "الفردوس المفقود" بقلم أحد كتّاب مصر في عدد قديم من أعداد (السياسة الأسبوعية)، وأظنه على ما أذكر -نقولا يوسف.. وقد آثرنا نظمها شعراً ببعض تصرف، تدليلاً على ما ذكرناه آنفاً (2) ، وتلقيحاً لباب "الغزل العربي" بمعان جميلة واستهلالاً لطيفاً، فقد لا يكون لهما في الغزل العربي وجود من قبل لا في القديم ولا في الحديث:
لَحُلْوَةٌ هِيَ أنفاسُ الصّباحِ إذا
بدا بإشراقهِ، والطّيرُ مُبْتَكِرُ
الشّمسُ أَحْلى وقد أَلْقَتْ أشعَّتَها
في البَدْءِ، والضَّوءُ فوقَ الأرضِ منتشرُ
العشبُ والشّجرُ النّامي يغازلُها
والزّهرُ يلمعُ بالأنداءِ والثمرُ (3)
والأرضُ تأْرَجُ من خصْب ومن عَبَقٍ
من بعد ما انْهلَّ في أشرائها المطرُ
وذي الوَدَاعةِ والشُّكْرَانِ قد دَلَفا
مع السماءِ، وجاء الليلُ والقمرُ
يُحيطُ بالبدر حَشْدٌ من كواكبِهِ
كأنّه عاهلٌ تَعْنُو له الزُّمرُ
فكلُّها حُلْوَةٌ يَلْقَى الفؤادُ بها
أُنْساً، ويذهبُ من أعماقِهِ الكَدَرُ
* * *
كلاّ فلا الصّبحُ لا الأطيارُ، إن بَكَرَتْ
ولا الغزالةُ لا الأثمارُ لا الزَّهَرُ
لا الأرضُ بعد الحَيَا جاءتْ مُعَطَّرَةً
إذا جادَها الصَّيِّبُ المِدْرارُ ينهَمِرُ (4)
ولا المساءُ وَدِيعاً شاكِراً لَبِقاً
لا اللّيلُ لا البدرُ، لا، لا الأنْجُمُ الزُّهُرُ
جميعها ما حَلَتْ يوماً ولا لَطُفَتْ
كلاّ، وليس لها -يا فاتني- خَطَرُ
ليستْ بدونك شيئاً يستحقُّ هوىً
ممّن تروقُ له الأطيافُ والصُّوَرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 207 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.