شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين سرحان يقول:
ما دام هناك أمة ودولة فالجواب مطلوب منهما (1)
تحرص هذه الصفحة على إبراز الآراء القيمة التي تستهدف بمعانيها تخطيط الفكر وتقييم ثقافة الإِنسان، وذلك بنشرها لآراء بعض المفكرين والأدباء العالميين، والالتقاء بأدبائنا الكبار في هذا البلد ومناقشتهم ومعرفة الجديد لديهم من أفكار ومطالعات فكرية. والأستاذ حسين سرحان من أدبائنا الذين تزودوا بثقافة عالية، وأشرق فكره بآراء ممتعة هادفة.. غير أنه في كل منطقة من العالم يتصارع الفكر مع الجهل ويصطدم العقل المتزن في أفكاره ومنطقه بالتخريف والانحراف الفكري.. في كل منطقة من العالم يحاول المفكرون تسليط مجهرهم وأضواء علمهم على الزوايا المتعفنة في المجتمع وداخل حياة الناس ومعالجة المشاكل التي تعوق دوماً تحقيق حياة كريمة.. ووراء تحقيق مطلب نريده من الأدباء والمفكرين بأن لا يكونوا ذاتيين انعزاليين -لأنهم بفكرهم ملك للأمة كلها- فقد التقينا بالأستاذ حسين سرحان الذي رحب كل الترحيب بالإِجابة على أي سؤال يوجه إليه.
- إلى أي مدى يتمكّن الأديب من تقديم خدماته وتكريس فكره لبلده وأمته، وكيف يكون ذلك؟
- لا يستطيع الأديب أن يقدم خدماته ويكرس فكره لبلده وأمته إلاّ إذا توفرت إمكانياته المعيشية لنفسه ولأسرته وكُفي أمرها. أما كيف يكون ذلك؟ فما دام هناك أمة وهناك دولة فالجواب مطلوب منهما.
- ما رأيكم في الحملة التي شنها الأستاذ العواد على شوقي، وتقليله من قيمة شعر وشاعرية الشريف الرضي؟
- لكل إنسان رأيه.. عواداً كان أم غير عواد، فإن أصاب فله صوابه، وإن ضل فعليه ضلاله. أما تقليل العواد من شاعرية الشريف الرضي وشوقي، فإن ذلك لا يضع من قدرهما، ولا يرفع من مكانة العواد..! ولكن انتهاك حرمات الموتى الذين لا يقدرون على دفع ولا رد، فهذا مما يأباه ويترفع عنه كل من رزق ذوقاً سليماً وفطرة نقية.. أما ترديد الصفات التي أشرتم إليها في تعقيبكم على كلمة العواد، وهي واردة فيها بالفعل -أي في كلمة العواد- فإني أعترف بأنها لا تصدر من إنسان يمتلك ناصية قلمه ويسيطر على أعصابه.. فضلاً عن أنها تهبط بمركزه الأدبي إلى درجة لا يحققها له أعداؤه أنفسهم.. وأما احتكاره لكل ما ادعاه لنفسه في كلمته السالفة الذكر من: فكر قوي، وأدب واعٍ، ونقد ساخر، وفن مكين.. يقابل كل ذلك أضدادها على السواء عند كل من يعارضه، أو يتصدى لنقده، أو تخطئته مما لهج به في كلمته المذكورة.. فلو أن العواد نظم قصيدة في الهجو المقذع لشوقي أو لغيره لما زاد على ذلك إلاّ بما يشبهه أو يرادفه من أمثال تلك الصفات الروائع؟!
وفي وسع كل إنسان -لا العواد فقط- أن يكيل للآخر نفس الكيل، وتنشر فيه "البركة"، فتعود أضعافاً مضاعفة من ذلك الكلام السوقي الممجوج الرخيص.. وبقي أن جريدة المدينة ستطير فرحاً.. فلعلّها طارت فعلاً، فيا لقيمتها من إهدار، ويا لحظها العاثر من بخس ووكس!
وأزيدكم علماً -إن كنتم في حاجة إلى ذلك- أني أبتاع جريدة البلاد يومياً من جيبي وأنا من أسرة تحريرها، وأبتاع معها كل الصحف السعودية.. ولا داعي لترقيع الكيس الممزق!
- هل يمكن أن تحددوا لنا لون الطابع الذي يطغى على أدبنا ويوجهه؟
- إن أدبنا لا طابع له في رأيي، لأنه أدب فردي، ولم يبلغ بعد أن يكون أدب أمة تعترف بآدابها وتنتصر له، وتذود عنه، وتقدم له جهودها الجمّة مادياً ومعنوياً!
- ما هي الأسباب -في رأيكم- التي قوقعت أدبنا وصبغته بالإقليمية.. وما علاج ذلك؟
- من جواب السؤال الماضي يتضح جواب السؤال الرابع، وأزيد على ذلك: إن بلاداً لا تكون شركات الطبع والنشر فيها إلاّ محض تجارية ومستغلة.. والصحافة على نحو من ذلك، ولا جهة مختصة ترعى الأدب وتقوم على شؤونه، وتوليه ما هو حقيق به من الرعاية والعناية.. كل ذلك لا يقوقع أدبنا فحسب، ولكنه يُحَجّره -بتشديد الجيم وكسرها- ويجعله إذا دار فإنما يدور على نفسه بلا غاية!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :307  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج