شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذه ضمائرهم.. يا فلسطين (1)
مشكلة فلسطين ليست مشكلة في واقع الأمر، ولكن فلسطين وقعت تحت نير الانتداب وهي عربية خالصة، ثم تهودت على التدريج، لأن السلطات الحاكمة يومذاك كانت تقوم بكل تسهيل لازم لهجرة اليهود. ومع ذلك فإن أغرب ما في الأمر وأعجبه وأبعثه على الضحك والدهشة، أن يريد اليهود إقامة دولة يهودية في بلاد مثل فلسطين، بينما العرب ينيفون على 60% من سكانها، وأراضي فلسطين تزيد على 70% للعرب، ومع ذلك فإن اليهود -وهم أقلية كما ترى أرضاً وسكاناً- يريدون أن يقيموا فيها دولة يهودية، وقد أقاموها فعلاً، وشايعهم عليها كثير من الساسة، وكثير من الدول.
فكيف شايعوهم؟
لنعد إذاً إلى الضمير، فلو شايعوهم، وهم لا يعلمون هذه الحقائق، لكان لهم من ذاك عذر واسع، ولكنهم -قاتلهم الله- يعرفونها، فكيف يراد إقامة أقلية في بلاد مقام دولة فيها؟
إن في أمريكا أكثر من مليون عربي بين لبناني وسوري ومصري وغيرهم، وهم ذوو نفوذ وصحف ومكانة اجتماعية فيها؛ ترى ألا يمكنهم إقامة دولة عربية في إحدى ولاياتها كالأرجنتين مثلاً، وهم يكادون يكونون فيها أكثرية؟
ولو فعلوها، ألا يكون ذلك من بواعث الضحك والسخرية، فكيف يكون نفس العمل من أناس آخرين، وفي بلاد أخرى من بواعث الجد والرصانة والموافقة عليه من دول كبار؟
هذا هو الضمير أيها القراء، فإن الدولار لا يلعب، وإذا لعب، فإنما يلعب على سبيل الجد الممتاز، وإذا غنى الدولار بأعذب الألحان رأيت ضمائر الساسة وضمائر الدول أيضاً ترقص على نغماته رقصاً يشبه رقص "الزار" فيه اختلال وارتعاش، وفيه تشنج وتخبط، وفيه لغط كبير.
لقد اختفت القيم، واضطربت المقاييس، وأصبح القياس الفاسد هو المثال المحتذى في هذا العصر المستنير؛ فإن شئت ألاّ تصدق أو أعياك ذلك، فقد ينقصك أن تكون مستنيراً.
فهل تريد أن تكون مستنيراً على هذا النمط الشاذ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :334  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج