شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حنفشعي (1)
هذه الكلمة، منحوتة نحتاً ديمقراطياً من كلمتي حنفي وشافعي، وتقال لمن يخلط بين المتناقضات، وهي ليست من وضعنا ولكنها مما أجراه الارتجال على لسان امرأة من بنات حواء، ولهذا الارتجال حكاية شهيرة ما نظن أحداً من القراء يجهلها.
وكاتب هذه الكلمات ليس حنفشعياً قحاً، ولكنه يختار الخلط في ما يكتبه ولا يلتزم ما يلتزمه خاصة الأدباء وعامتهم من قصر القول على الموضوعات الدسمة والدراسات الفنية فهو لذلك حنفشعي.
وسيرى القراء في هذه الحنفشعيات نوعاً طريفاً من الأدب الديمقراطي الذي دعا إليه الأستاذ أحمد قنديل، حتى جف قلمه...
ولا شك أنها تضحية سيحمدها لنا الناس -دون الأدباء- وسيرتاحون إلى نتائجها لأن لغة الأدب في بلادنا، لغة اسبرانتو أخرى لا يفهمها إلا القليل، وهذا القليل يعيش في الدنيا من الألفاظ والأفكار، لا يصلها سبب بدنيانا العامة ولا بدنيا غيرنا من الزاحفين على قسمنا من الكرة الأرضية.. وهذا نقص أحسه الناس وتحدثوا عنه حتى سئموه.
فليسخر الأدباء من هذه الحنفشعيات وليقولوا عن أسلوبها إن المتانة تنقصه وإن ألفاظها لا تترابط فنياً أو موسيقياً... وليصبوا عليها كل ما تعلموه من العقاد والمازني وطه حسين، ومن كل أديب في مصر وسوريا، والمهجر.
ليسخروا ما شاؤوا فإنا لا نختار أن نكذب الواقع. ولا نختار المشي على أيدينا ورؤوسنا فإنما خلق الله الأقدام وحدها للمشي.
وبعد فإنا لا نقلد أحداً، ولن نسرق وحسب القارئ منا هذه الأمانة في الوقت الذي عمّت فيه فوضى التقليد وأصبحت كثرة الأدباء لصوصاً، وغدا الأدب "لصوصية" لا يطلب للبراعة فيها أكثر من جلادة الوجه، وخفة اليد، والصبر على المكابرة.
التوقيع
هول الليل
 
طباعة

تعليق

 القراءات :874  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج