شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الثالث عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الدكتور خالد محي الدين البرادعي (اثنينية - 180) > كلمة ترحيب بالضيف المحتفى به لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية.
 
(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم.
أحمدُكَ اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلّي وأسلّمُ على خير خلقك، وخاتم أنبيائك، حبيبك وصفِيّك، سيدِنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلّم.
أيها الأَحبة الأفاضل:
أرحب بجمعكم الكريم، وباسمكم أرحب أجملَ ترحيب بضيفنا المحتفى به، الشاعرِ الكبيرْ الدكتور خالد محيى الدين البرادعي.. الذي تكبّد عناءَ السفرِ للحضور إلينا خصيصاً من سوريا الشقيقة، ومن مسقط رأس شاعرِنا المهجري الراحل زكي قنصل، من مدينة "يبرود" ارتحل ضيفُنا الكريم ميمِّماً وجهه شطر هذه البقعةِ الطيبةِ من عالمنا العربي ملبياً دعوةَ (الاثنينية) لكي نقفَ على شيء من إنجازاته وإيداعاته التي ذاع صيتُها وتداولها المثقفون في كثير من أنحاء الوطن العربي وغيره.
ولعلكم قرأتم في الصحف مؤخراً أن ضيفنَا قَد احتفلت به جائزةُ معالي الأستاذ الكبير العم السيد محمد حسن فقي في القاهرة ضمنَ التظاهرةِ الأدبيةِ الحاشدة التي تنظمها مؤسسةُ يماني الثقافية، تحت رعاية معالي الشيخ أحمد زكي يماني، جزاه الله خيراً على مجهوداته التي تُذكر فتُشكرُ لخدمة الفكر والثقافة في بلادنا.. ولم يأت اختيارُ الدكتور البرادعي لنيل جائزة الشعر في هذه المسابقة الكبيرة عن فراغٍ.. فهو قد حاز على عدد كبير من الجوائز التقديرية، وترجمته التي استمعتم إلى طرف منها خيرُ شاهد على باعِهِ الطويل وعطائه الكبير في دنيا الشعر والفكر والأدب.
وأحسبني أشعر في قرارة نفسي أن ضيفَنَا الشاعرَ الدكتور خالد البرادعي قد وظف الشعر ليقول شيئاً أهمَّ من الشعر في حد ذاته.. فهو صاحبُ قضيةٍ، وصاحب نظرةٍ اجتماعية، وله رأي في مجمل القضايا التي تشغل أمتَهُ، وقد آثر أن يعبرَ عن ذلك بالشعر تحدياً منه لنفسه وللكلمة التي أبدعَ مضامينَهَا وأطُرَهَا، فخرج بأفكاره من دائرة توصيلها للمتلقي نثراً وارتقى بها إلى جنانِ الشعر وخمائِله المصونةِ والتي لا يتجرأ كلُّ إنسان الخوضَ فيها.. فهو في اعتقادي قد درس المجتمعَ، واستخلص عصارةَ آمالِهِ ومشاكِلِه، وافراحِهِ، واتراحِهْ، وغذى كل ذلك بأفكاره الخاصة، ثم تمثَّل كافةَ المسائل في هدوءٍ وعاد ليبسُطَ إبداعُه الشخصيَّ عن طريق الشعرِ كقناةٍ للتواصل مع المتلقيّ.. إنه مثلُ نحلةٍ دأبت على رشفِ الرحيق من مُخْتَلِفِ الزهور والورود والأشجارْ.. ثم قامت بتحويل ذلك الرحيق إلى عسل فيه شفاهِ للناس.. وضيفُنَا الكبير وقد فعل الشيء عينه عند تمثله لوشائِج المجتمعِ في ذاتِهِ ثم أفرزَ إبداعَهُ شعراً فيه شفاء للمجتمع من كثيرٍ من أوصابِه، أو على الأقل تشخيصُ بعضِ عللِهِ لإيجاد العلاج المناسب عن طريق وصفاتٍ ليس بالضرورة أن تكونَ جاهزةً ولكن يمكنُ التوصّلُ إليها بالحوارِ البناءِ وخدمة الخط الذي يقود في النهايةِ إلى النتائجِ المرغوبةْ.
وكما تعلمون أيها الأحبة.. فإن المسرحَ هو أبو الفنونِ كما يقالْ.. ولعل هذه الأبوةَ هي التي فرضت هيمنتَهَا على كثير من إبداعاتِ ضيفنا الكريمْ في التوجه نحو المتلقيْ ليس بالشعرِ المقروءِ فقطْ، بل بالشعر الذي يصلُهُ مجسماً ومجسداً بشخوصِ الممثلين على خشبةِ المسرحِ حتى يكونَ التأثيرُ مزدوجاً.. فالكلمة الصادقةُ النابعةُ من وجدان المجتمع والناس ذاتُ تأثيرٍ في حد ذاتها.. وعندما تكونُ الكلمةُ في سياقٍ شعريٍّ، فإنها تكون أكثرَ بريقاً وتأثيراً في نفوس المتلقيْن، وبالتأكيد يكون تأثيرُها نافذاً عندما تقدَّمُ بواسطة فنان يقوم بتمثيلِها على خشبةِ المسرح، لتعود مرةً أخرى بعد تشذيبِها وتهذيبِها وصقلِها إلى الحياة نابضةً مرةً أخرى، ذلك أن المسرحَ جزءٌ من الحياة بعيون المؤلِّف والمخرجْ.
وقد اقتنص ضيفُنَا الكبيرُ هذه السوانِحَ كلَّها ليدخلَ إلى قلب المتلقِّي في كل مكانْ، ومهما كانت درجة تحصيلِهِ العلميْ.. حتى لو كان أميّاً.. فإنه يستطيعُ أن يتفاعل مع المسرحْ، فالمسرح كائنٌ حيٌّ، وتواصلٌ مباشر، وزخمٌ قوي يجرِف في طريقه العوائِق كافهً التي تقفُ بين المبدع والمتلقي وتلك هي القناةُ السحريةُ التي اختارها ضيفُنا الكبير ليقول من خلالِها آراءَه وأفكارَهُ ويقفزَ بها من دائرةِ الكلمةِ المقروءةِ إلى دائرةٍ أكثرَ اتساعاً ونضجاً والتصاقاً بالناس في كل زمانٍ ومكانْ.. واستطاع بكل جدارة أن يوظّفَ الشعرَ لترقيةِ الكلمةْ، ثم يوظّفُ المسرحَ لتوصيل تلك الكلمةِ إلى الجهة التي يريد دونَ عائق يذكرْ، وهو بذلك قد تحمَّلَ من الجهد والعبء الشيءَ الكثيرْ، وكان بإمكانِهِ أن ينشرَ شعرهُ الجَزْلَ، الغنيَّ بالمضامينِ الساميةْ، ويترنَّم به كغيره من الشعراء، إلا أنه اختارَ المركَبَ الصعبْ، وحمَّل نفسَهُ جُهداً مركّباً، ليُمِتْعَ أبناءَ أمتِه بموهِبتهِ الفذةْ، وفي ذات الوقت ليقولَ لنا إنه القادِرُ على توصيل أفكاره إلى حيثُ يريدُ بغضِّ النظر عن المرتبةِ الثقافيةِ التي يقفُ عندها المتلقيِّ وهو محورُ القضيةِ ومناطُ التنافُسِ بين المبدعين كافة في مُخْتَلِفِ ميادينِ العطاءِ الإنسانيْ.. فليس هناك صاحبُ عطاءٍ وفكرٍ إلا وكان هدفُهُ الوصولَ به إلى أكبرِ عددٍ من الناس ليسمعوا صوتَهُ ويساهِمَ بمواهبه ومقدِراتِه المتميزةِ في معالجة أمورِ أمَتّه، وتلكَ وظيفتُهُ الأساسيةُ كبشرٍ مناطٍ به إعمارُ هذا الكونْ.
وأحسَب أن شاعرَنا الكبير قد أدرك هذه الغايةَ بجدارةٍ واقتدارْ، فهنيئاً لنا به عَلَماً يستنهضُ الهمم ويعملُ مع نظرائِهِ على الرقيِّ بمجتمعاتِنَا في كل مكانْ.. وُصُوُلاً إلى الغاياتِ الساميِة التي ظللنا نتطلعُ إليها، ونسعى جاهدِينَ للوصول إليها، حتى نكونَ في مصافِّ الدول التي سبقتنا بمشوارها الطويلْ، على أمل أن ندرك الركبَ إن شاء الله.
ولا شك أن لشاعرِنا الكبيرِ الدكتور خالد البرادعي رسالةً في الحياةِ يؤديها ولله الحمد على الوجهِ الأكملِ، وما هذا التكريمُ، وغيرُهُ من المناسبات التي نال فيها ما يستحقُّهُ من ثناءٍ وتقديْر، إلا كلمةُ شكر نزجيها تثميناً لمسيرتِه الصحيحةِ التي كرس لها حياتَه وعمرَه وجهادَه، ولنؤكدَ له مساندتَنَا له في كل مساعيه الطيبةِ لخدمةِ أمتِهِ، ودعاؤنا الصادقُ لله سبحانه وتعالى أن يوفقَه ويسددَ على طريق الخيرِ خطاه.
أيها الأحبة.. ضيفنا القادمُ سيكون بإذن الله سعادة الأستاذ عبد الله بن حمد الحقيل الأديبُ والكاتب المعروفْ، ورئيس تحريرِ مجلةِ الدارة، التي تصدر عن دارةِ الملكِ عبد العزيزْ بالرياض.. فمرحباً به وبكم في لقاء يتجددُ وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :963  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 153 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.