شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين يدي القارىء
ما زلتُ عند رأيي في أن لا أستفتح مؤلفاتي بكلمة يقدمني بها إلى القرّاء كاتب.. وإنه لحسبي أن أبدو فيما أكتب (كما خلقتني يا رب)، لا يوشيني زخرف؛ ولا تستهل موكبي زفة.
وإذا كان في إعلاني مثل هذا الرأي في تمهيدي (لفكرة) ما أحفظ على بعض النفوس، أو تركها تعتقد أنني أعني أشخاصاً، فبادرتني بما رأت أن تبادرني به، فهذا ما لا يعنيني بقدر ما يعنيني أن أصدع بالفكرة التي أراها.
ولا أريد -بعد هذا- أن أدّعي أنني أكتب لأُرضي جميع الأذواق؛ لأن إنساناً عاقلاً لا يكلّفني هذا، ولأنني أحرص شخصياً على ألاَّ أبدو فيما يصدر مني متكلفاً على غير طبيعتي.
ولقد عشت حياتي أقرأ لعشرات من الأدباء، فلم يصادف إلى اليوم منهم هوى في نفسي إلاَّ ما يمكن أن يُعد على أصابع اليد. فلماذا لا أفترض أن نصيبي من القرّاء لا يعدو هذه القاعدة؟ وأي دافع في الحياة يكلّفني أن أرضي كل إنسان.
سأدفع بهذا إلى المطبعة.. وسيقرأ الناس إعلانه في الصحف، وما من قارىء في هذا البلد المحدود إلاَّ ويعرف من شأني في الكتابة ما كوَّن به عني رأياً خاصاً في نفسه. فإذا سخَت نفسه بعد هذا للمكتبة بقيمته، ثم لم يعجبه ما كتبت، فليضرب بالكتاب رأسه، وليقل لنفسه إنها غلطتك، وإن السباعي اليوم هو السباعي أمس، وقبل الأمس وقبل الذي قبله.
* * *
وبعد:
ففي كتابي اليوم رسائل لعلها تنحو نحواً خاصاً في بعض فلسفتها في الحياة، ولعل عذرها في ذلك أنه كان يلابسها خيال اتخذ مجاله في آفاق غريبة من الكون، وأخذ سراه في فدافد لا يعيش فيها إلاَّ العفاريت والجن.
إنني تصورته صديقاً استهواه الجن فيمن يستهوون، فأسلس قياده عن رغبة.. وتكشفت له عوالم ما كانت لتتكشف له وهو في مثل أجرامنا، فاندفع في غمرة ما اكتشف، واندمج يعيش من تخيلهم فيها.. وراقني هذا الانتقال فتصوّرت الصديق حاذقاً يحيا بملكته النافذة في كونه الجديد، ويصادف من فلسفتهم في الحياة ما يحلو له أن يسجله في رسائل خاصة يبعث بها إلى صديقه في عالم الإنس، بعد أن يتولى بريده خادمه العفريت (طفوان) على النحو الذي سنرى.
ولا أريد أن أمهّد للقارىء أكثر من هذا، وبحسبه أن يمضي بين فصولها إذا شاء أن يمضي إلى الغاية التي اتَّخذتُها هدفاً فيما كتبت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :614  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج