شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فَوق الربوة.!
ذكرياتُ حجٍّ.. من مُذكّرات جَمَّالْ..
جَاءَ في وقتِه الحجيجْ
وابْتدا الضجُّ ـ والضجيجْ..
كلُّ فجٍّ.. بما يموجْ
مازهُ الهرجُ.. واصَخَبْ..
وَأَنَا فَوْقَ رَبْوَتي..
أَتلهَّى بِحَبْوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءْ غليوني الشرر..
اشهَدُ النوقَ.. والجِمَال
سارحاتٍ.. بلا عِقالْ..
مالها اليومَ.. مِن مَجَالْ
مَا أتانا لها طَلَبْ..
زحزحتها ((المواترُ))
عن مغاني قُصَّتَي..
وازدرتْها النواظرُ
بين نَشْرٍ.. وَطَيْ..
أينَ تلك القوافل
في مدارٍ.. وَلَيْ؟..
قد هَدَتْها المشاعلُ
من كُدَا.. أو كُدَي..
إنَّها فجرُنا: ظِلالْ
إنها عصرُنا: لَهَبْ!..
وأنا فوق ربوتي..
أتلهّى بحبوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءُ غليوني الشرر..
اشهدُ النوق.. والجِمال
عاطلاً مثلها.. أخال..
إنني.. إنها.. خيال
تاه في البيدِ واغترب..
ينْتَحي بِيدَه الفِساح
حيث لا حسَّ.. لا مَلاَ..
عُشْبه: القلبُ من جراح
قد علا فوقَه الصَّدَأْ..
قد سلا الماءَ والمراح
والنَّوَى ـ عاف ـ والكَلأْ..
عاد نهبَ المنى: قِدَاحْ
مثلما كان.. قد بَدأْ..
يرْكب الخُفَّ.. والنِّعال
أينما جاء.. أو ذهب..
وأنا فوق ربوتي..
أتلهّى بحبوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءَ غليوني الشَّرر..
اشهد النوقَ.. والجمال
هادراتٍ.. بلا ثِقالْ..
مسها الخبل.. والخبال
شقَّت الدَّلْوَ.. والقِرَبْ..
تذكر ((البيت)) قد زها
صبْحَتْه الهوادجُ..
أو ترى الْمُنْحنَى.. لها
مهَّدتْه المدارجُ..
تلْمحُ الخَيْفَ في ((منَى))
نوَّرتْه المسارجُ..
ما غَوَى الدَّربْ.. ما وَنَى
مَنْ هدتْه المناهجُ..
ما اشتكى الأَيْنَ والكلالْ
آلِف السَّيرِ.. والتَّعَبْ!..
وأنا فوق ربوتي..
أتلهّى بحبوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءَ غليوني الشَّرر..
أشهد النُّوقَ.. والجمال
ملّت الساحَ.. والجبال..
تشتهي شدة الرِّحالْ
من صفوف.. وفي شُعَبْ..
من حُفاةٍ بِها عراه
حثْحَثَتْ صاعدَ الجَبَلْ..
قول ((لبيك)) في الشِّفَاهْ
طعمه ـ عندها ، عسل..
تعشق الليلَ.. للسهر
في رضا اللَّه.. والنهارْ..
هابطاتٍ مع السَّحر
كالحصا.. تلقط الجمارْ..
هاتفاتٍ.. مع الرمال
يكتب الحجّ مَنْ كتب!..
وأنا فوق ربوتي..
أتلهّى بحبوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءَ غليوني الشَّرر..
غائشاً في الورى.. طَريدْ
عائف التمر.. والثَّريدْ..
أعلكُ الماضيَ البعيد
بين شِدْقَيَّ.. من جديد..
كلما شدني سبب
للورى. للدنى: أرب
للحجيج الذي مضى
بعد أن فات.. وانقضى..
حجّه طيب الأَثَرْ
بين خير البقاع..
يلثم الركنَ.. والحجر
في طواف الودَاع..
وأنا فوق ربوتي..
أتلهّى بحبوتي..
أتسلّى بقهوتي..
ملءَ غليوني الشَّرر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1013  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 235 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.