شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحوار مع سعادة السفير محمد شاكر
تعقيب من معالي السفير غازي القصيبي:
بالرغم من أن المحاضر غطى كل جوانب الموضوع، فقد يكون لدينا متسع من الوقت إلى ثلاثة أو أربعة أسئلة وسوف أبدأ أنا بالسؤال الأول:
لقد سمعنا كثيراً من تقديرات ما تملكه إسرائيل من أسلحة نووية. وبطبيعة الحال كما ذكرتم هذا أصبح مكشوفاً الآن إنما نود أن نسأل عن أدق التقديرات عن حجم ما تملكه إسرائيل ومدى خطورته وحجم برنامجها النووي.
الإجابة ـ من سعادة السفير محمد شاكر:
مكمن الخطر كله في إسرائيل هو مفاعل ديمونة، وقد بدأ هذا المفاعل في صحراء النقب بقدرة 27 ميجاوات وعندما زادت طاقة المفاعل يقال إلى حوالى 40 ميجاوات وربما أكثر من ذلك طبعاً كلنا سمعنا عن قضية (فانونو) وما كشف عنه بخصوص المفاعل النووي لإسرائيل، ولكن مكمن الخطر كله هو ديمونة.
ديمونة تنتج بالتقديرات الحالية 40 كج بلوتونيوم في السنة وللعلم قنبلة ناغازاكي كانت من البلوتونيوم أما قنبلة هيروشيما فكانت من اليورانيوم المخصب.
حجم أو وزن قنبلة ناغازاكي لا تزيد من 8 ـ 10 كج بلوتونيوم في حين أن قنبلة اليورانيوم المخصب تحتاج إلى كمية أكبر فقنبلة هيروشيما استخدمت حوالى 20 كج يورانيوم مخصب ومكمن الخطر كله هو مفاعل ديمونة وكل ما يتصل به من منشآت لأن إسرائيل عندها هذا المفاعل وهو مفاعل أبحاث. وكما قلت إن مكمن الخطر هو مفاعلات الأبحاث، وكذلك تمتلك إسرائيل منشأة لاستخراج البلوتونيوم من الوقود المستنفد في المفاعل، وهذا الوقود بعد أن تستحصل منه البلوتونيوم ممكن أن يستخدم هذا البلوتونيوم في تصنيع سلاح نووي.
حتى الآن ليس لدينا الدليل القاطع أن هناك سلاحاً نووياً يصنع في إسرائيل جاهزاً للاستخدام، إنما فانونو يؤكد أن إسرائيل يمكنها صنع السلاح، وهذا هو الخطر. ويمكن إيصال هذا السلاح إما بطائرات F4 حيث إنها يمكنها حمل هذا السلاح، كما يمكن أن يحمل هذا السلاح صاروخ أريحا، وأريحا أعتقد بدأ مداه أولاً بـ 400 كم وأعتقد أنه وصل الآن إلى 1200 كم وربما يزيد على ذلك فإذا كان السلاح قد صُنع فهناك وسائل إيصال كافية لإيصال هذا السلاح في المنطقة التي نعيشها في المنطقة العربية.
ويقال أيضاً إن إسرائيل لديها منشآت لإنتاج اليورانيوم المخصب بطريقة الـ Gas Centifusion وهي طريقة ليست جديدة، فأمريكا كانت تعلم بهذه الطريقة في بداية الحرب، إنما أمريكا فضلت أن تسير في طريقة أخرى وهي الـ Gas Defusion يستخدم كهرباء لا طاقة لدول كثيرة أن تستخدمها على نطاق واسع، إنما Gas Centifusion وهي الطريقة التي سلكتها إسرائيل وباكستان حالياً.
فإسرائيل لديها كل ما قلناه ما عدا مفاعلات القوى، فمفاعلات القوى ليست رئيسية، فالدولة التي تطمح إلى صنع سلاح نووي، فمفاعلات القوى ليست هي الطريق، بالرغم من أنها مفاعلات مهمة في إنتاج الكهرباء ويمكن أن يكون الوقود المستنفد من مفاعلات القوى أيضاً يستخلص منه البلوتونيوم. ولكن الدولة التي تريد أن يكون لها خيار عسكري فهذا طريق باهظ التكاليف أن تبدأ بمفاعل قوي حجمه 1000 ميجاوات. فاليوم مفاعل حجمه 1000 ميجاوات يكلف فوق اثنين بليون دولار، في حين أن مفاعل أبحاث صغيراً لا يكلف أكثر من 100 مليون دولار كما فعلت الهند وإسرائيل، حيث استخدمت كل منهما مفاعلاً صغيراً مكرّساً لعملية الإنتاج. والمشكلة أيضاً في مفاعلات القوى حيث إنها من وقت إلى آخر لا بد من أن توقف حتى يستخلص الوقود ويوضع وقود جديد فيها. ولإنتاج السلاح لا بد من إيقاف المفاعلات بطريقة متجددة وسريعة لأنه كلما ترك الوقود داخل المفاعل كلما قلّت أهميته العسكرية، فيجب ألا يبقى كثيراً في المفاعل بل يجب إخراجه بسرعة، ويذهب إلى منشأة لتهدئته. فالذي يريد عمل برنامج نووي لا يسلك طريق مفاعلات القوى لأنها طريق باهظ التكاليف، ثم إيقاف المفاعل سوف يشد انتباه المفتشين ويشد انتباه العالم المراقب للعملية. أما مفاعل الأبحاث فيكون عادة في الصحراء في مكان بعيد عن الأنظار كما قامت إسرائيل بمفاعل ديمونة للأبحاث.
ويقال: إن إسرائيل قد تقبل أخيراً وضع مفاعل ديمونة تحت التفتيش الدولي.
وطبعاً المفاعل قد بلغ نهاية عمره الافتراضي وأصبح لا أهمية له، وبعضهم يقول: إن إسرائيل تفكر في أن تعمل تعمية للعالم حيث تضعه تحت الرقابة الدولية، هذا الكلام نسمعه في الندوات والمؤتمرات ولكن ليس هناك أي دليل رسمي على ذلك.
سؤال!
ـ في أثناء الحرب الباردة كنا نسمع أن هناك اتفاقات لإزالة بعض الأسلحة النووية وتعمل لجان للإشراف على تدميرها لكن قيل إن (بوش) رئيس أمريكا في ذلك الوقت قام بزيارة روسيا وتم إعدام ثلث ما اتفق عليه مما لديهم من أسلحة. ولما كانوا يتواجهون بعضهم مع بعض كان المرء يقول وهو يحسن الظن. إن هناك لجاناً، ولكن روسيا الآن في موقف ضعف وأمريكا في موقع قوة، فمن أين لنا الاطمئنان من أن ما أعلن سوف يتحقق؟ إن هذه تعدم الثلث وتلك تعدم الثلث؟
سؤال!
شيمون بيريز رئيس إسرائيل في هذا الوقت وقَّع على اتفاقية منذ ثلاثة أيام في باريس ودعا العالم العربي أن يتبنى فكرة تدمير السلاح النووي شاملاً فهل يا ترى إسرائيل ضمن هذه الدعوة أم لا؟
الإجابة:
الاتفاق الذي تحقق أخيراً بين روسيا والولايات المتحدة اتفاق استارت (2) حيث كانت ستارت (1) سنة 1991. وهذا ستارت (2) في يناير سنة 1993 ستخفض بمقتضاه الرؤوس النووية لدى كل من الدولتين لتصل في عام 2003 إلى 3500 رأس نووية لكل من الطرفين. وبالطبع الدول خارج هذا الاتفاق وبخاصة الدول غير النووية ليست لديها الوسائل التي تستطيع أن تتأكد بها من أن هذا سوف يتحقق. لكن هذا الاتفاق، اتفاق مشجع لأن الدول غير النووية منذ مدة طويلة تطالب بضرورة تخفيض الرؤوس النووية، وتخفيض هذه الرؤوس النووية سوف تمكن الدول غير النووية أن تطمئن إلى حد ما، إنما ما زلنا نعيش في عالم خطيراً جداً، 3500 رأس نووية عدد كبير وممكن أن يدمر العالم أكثر من مرة، فالمهم أن كل ما نملكه نحن كدول غير نووية هو أن نواصل الضغط على هذه الدول لاحترام تعهداتها ولبذل المزيد من الخطوات ومزيد من الجهود للتخلص نهائياً من الأسلحة النووية، هذا هو الهدف النهائي، فالهدف النهائي هو نزع السلاح النووي الشامل الكامل وهو هدف الدول غير النووية، وتطالب أيضاً هذه الدول بوقف التجارب الذرية، لأن التجارب الذرية تعمل على تحسين أداء الأسلحة وتطوير الأسلحة والتأكد من أن الأسلحة القديمة. تعمل واختراع أسلحة جديدة، فوقف التجارب الذرية سوف يمكننا من وضع حد لتحسين السلاح النووي واختراع أنواع جديدة من الأسلحة النووية، وأنا أعتقد بأن هناك اتجاهاً لإشراك الدول غير النووية مع الدول النووية في مفاوضات للوصول لاتفاقية شاملة بشأن وقف هذه التجارب، وكلنا ننتظر إدارة (كلينتون) لنرى إلى أي مدى ستذهب هذه الإدارة في هذا الاتجاه؟
بالنسبة إلى شمعون بيريز وباريس، أولاً ما نادى به بيريز ليس بجديد فنحن ننادي بذلك في منطقتنا منذ مدة طويلة جداً، فإنشاء منطقة خالية تماماً من الأسلحة النووية والتخلص تماماً من الأسلحة النووية نادت به مصر، والحقيقة لوجه الحق فإن إيران هي التي بدأت أولاً ثم شاركتها مصر في هذه المبادرة ثم انفصلت بعد التطور الذي حصل في العلاقات ثم اقتصرت على مصر لوحدها. وبدأت مصر تنادي بها في هذه المنطقة كمبادرة مستقلة من جانبها. مما نادى به بيريز ليس بجديد، فقد نادينا به من قبل في المنطقة. وعلى بيريز أن يثبت فعلاً ما يردده، وأن يقبل الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ويثبت فعلاً أنه يريد التخلص من الأسلحة النووية ولا بد من أن يخضع مفاعل ديمونة للتفتيش الدولي. فهذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها بيريز قبل أن ينادي بنزع السلاح النووي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :522  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل