شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أصحابه وأزواجه وذريته ومن والاه، هذه في اللغة هي ليلة ((التم)) أو ليلة التمى فإذا كان ليل التمام فبدرها طارق وحين يكون بدرها طارقاً فلابد أن نرتفع إلى النجم فهو يرتبط بالنجم، اسمحوا لي بأن أعود إلى ذاكرتي لأسبوعين فقط، كنا نسير في ليلة معتمة شاتية من ليالي الشمال في منطقة حائل، كنت سعيداً بذلك الجو المنعش وكان حولي صحبي السماء واضحة كأقرب ما تكون إلينا تعيدني إلى صبايا حين كنا نهرع إلى عرفات ونشاهد السماء على صفائها إبان صبانا في مكة المكرمة شاهدت مجموعة من النجوم وقلت لهم هذه تسمى في علم الفلك الحديث مجموعة الجبار عرفها العرب من قديم وأشار إليها شاعر مهم من قديم أبو العلاء المعري حين يفاوت بين الحضور لدى الناس قال سكن السماك السماء كلاهما هذا له روح وهذا أعزل.
فهناك السماك الرامح وأمامه رمح، وهناك السماك الأعزل وليس لديه رمح إذا كان أبو العلاء عاش في القرن الرابع وولد عام 303هـ فأمرؤ القيس في العصر الجاهلي وأشرت إليهم إلى الثريا وهي تشبه عنقود العنب أو عنقود الكرم فقلت لهم أمرؤ القيس قال في هذه:
كأن الثريا علقت من مصامها
بأمراص كتان إذا صم جندل
تطول وتكثر الأمثلة حول هذا الجانب ولم أنأ بكم بعيداً إنما اقتربت بكم وأحياناً يكون البعد قرباً وربما كان القرب بعداً آثرت أن أنحو إلى مسألة تتصل بتكوين شخصيتنا وضيفنا لهذه الليلة وأردت أن أربط ذلك بوحدة العلوم في فكرنا العربي وفي ثقافتنا الإسلامية وفي خطابنا بمجمله وما زلت أشير إلى أن كتب التراجم تحفل بكثير من هذه الجوانب تتحدث عن شخص درس الفقه وتوسع في علوم مختلفة نحن أتينا ربما بحكم التخصص كما أسلفنا من قبل وسعينا إلى تفتيت هذه العلوم، لكن هذه العلوم، تتحد فيما بينها في بعض الأحايين لتخدم هدفاً واحداً ضيفنا يتسم بهذا التكوين ففيه ملمح من علوم علمية ونظرية ونحن نتذكر أن العلوم حتى عند الجاحظ كما ذكرنا فيما سبق أن الأدب أخذ من كل علم بطرف، نجد أن الضيف في هذه الليلة قد التزم في حياته العملية بدراسة هندسة النفط كأني به كان ينقب عن النفط لكنه في الوقت عينه كان ينقب عن شيء أهم من النفط كان ينقب في ذاته عن قدراته وعن طاقاته أيضاً، كان ينقب في عقيدته ليلتمس طريقاً يسلكه وهو ما هداه الله إليه طريق الدعوة وطريق الهداية، أما التنقيب في الذات فهي مسألة تبدأ قبل الخطة التالية وهو أيضاً مسألة هامة لأنه يعرف في التربية أن هناك ما يسمى التربية مدى الحياة وأن في وسع الإنسان أن يكتشف في مرحلة متأخرة من حياته أن لديه طاقة وأن لديه موهبة في جانب معين عليه أن يستثمرها دون أن يقول إنني تخصصت في هذا الجانب أو إنني بدأت حياتي في هذا الجانب، هذه مسألة هامة قد تفضي بالإنسان إلى التطور والنبوغ في جوانب لم تكن تدور بخلده من قبل وكلنا نعرف حتى في الشعر أن النابغة الذبياني إنما سمي النابغة لأنه نبغ في أخيرات حياته أما الاهتداء إلى هذه الطريقة فهو أيضاً يرتب بمسألة هامة، وهي مسألة الهدف وربما كان مجال ضيف هذه الليلة في حقل الإبداع يفسر هذه الناحية لأن العلوم الحديثة تشير إلى أن من كان له هدف فيتعين أن يصل إليه إذا توافر فيه الإصرار وتوافرت لديه العزيمة وتوافر لديه ـ في تصوري ـ الإيمان ومن المفارقات أن أجد في التاريخ أن ماو الزعيم الشيوعي كان يقول لياسر عرفات عَلِّم شعبك عقيدة يحارب من أجلها، نحن نملك العقيدة ونملك الثقافة ونملك القدرات وعلينا أن نوظف هذا والفرصة متاحة الآن لكي نغتنم كل فرصة، قبل أن أصل إلى هنا شاهدت نشرة إخبارية من أمريكا كانت تقول إن الإسلام هو أكثر ديانة انتشاراً واستمعت على عجل إلى جدل حول مسألة القسم المسلم يصر على القسم على القرآن بينما هم يناشدونه بالقسم على الإنجيل أقول إن لدينا طاقات ولدينا قدرات علينا أن ننمي هذه القدرات وإذا كنا قد تحدثنا عن التربية مدى الحياة فأقول حتى في ما يتصل في التربية في مسألة أخرى وهي حيوية المعلومات أو حيوية المثال، حين يقال في كرة القدم وحين يطرد اللاعب مثلاً فإن بقية الفريق يعوض بطاقة نسبة 20% من كل فرد، فنحن إذا كنا في العالم الإسلامي الآن فقدنا جزءاً منا فأعتقد أن الطاقات الكامنة في داخلنا يجب أن تنمو وأعتقد أن الكثير اتجه إلى الطريق الخطأ، والطريق الصواب وطرق الجهاد الآن هو ما فعله الدكتور طارق وما فعله الكثيرون ولله الحمد هو الاتجاه إلى المعمل إلى المكتبة إلى مراكز البحث، أما بالطرق العشوائية فلا يمكن أن تنتصر على أمة لديها ما نسميه الآن very sophisticated weapons ولديها وسائل تتصل بالأقمار الصناعية ولديها تحديد أهداف عن طريق الإشعاع، كل هذه الأمور يجب أن تقودنا إلى طريق الصواب وهو أن نتجه صوب المعمل صوب المكتبة صوب هذه الدعوة والدأب على العمل لخدمة الإسلام، لا أود أن أطيل ولكن كأني بي أرجو أن أكون قد أصبت. ألخص فحوى حياة أهداف ورؤى نجم هذه الليلة الرجل الرائع الرجل الذي أحببناه وأزعم أني تابعت أولى خطواته حين شاهدته في أولى طلاته على شاشة التلفزيون أدعو له بظهر الغيب وأتمنى له التوفيق وأتمنى أن يكثر في أمتنا من هم على دربه ومن هم يآزرونه أيضاً في مهمته التي اضطلع بها، أود باسمكم أنتم أهل الاثنينية أن أرحب بالأستاذ طارق وأن أقول له موجزةً كما هي العبارة الإسلامية حللت أهلاً ووطأت سهلاً وأرحب في هذه الاثنينية التي أود أن أشير إلى مسألة أخرى تتصل بها فهي تقترب من يوبيلها الفضي بحلول شهر المحرم القادم ستصل إلى خمس وعشرين سنة وبهذه المناسبة إذا كنت أرحب بالدكتور طارق وأشكر لكم حضوركم فإنني أيضاً أنتهز هذه الفرصة لكي ألتمس منكم جميعاً وأنتم من الصفوة المباركة مسألةً هامة فيحل بيننا هذا الرجل الذي أسس الاثنينية واضطلع بكثير من المهام ضحى بماله وجهده ووقته وصحته في سبيلها فألتمس منكم الدعاء له بظهر الغيب وفي لحيظات السحر وفي لحيظات التهجد بأن يصبغ الله عليه ثوب الصحة وبأن يمد في عمره لكي نظل حوله أدعو له معكم وأكرر ثانيةً ترحيبي بهذا الرجل الجميل الرائع الذي يحل بيننا سعادة الأستاذ الدكتور طارق السويدان وأمنحه الفرصة لكي يتحدث عن تجربته بخمس وأربعين دقيقة وسنستمع بعدها إلى طرح بعض الأسئلة ليتفضل بالإجابة عنها، شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :891  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج