شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((قصيدة الشاعر الكبير الأستاذ محمد بدر الدين))
الشاعر محمد بدر الدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن فاتني أن أولد في مكة فقد شرفني أني من قريشها، وكرمني أني من هاشمييها، إن وقفت أكرمها فإنما هو تكريم لابني لموئله وموطنه، وحبة فؤادي.
هل ترى الشمس تحج الأربعا
وضياها موشكاً أن يخشعا
ها هنا واد نداه أدمع
ما تراه العين حتى يدمعا
فاخشعي يا روح في أرجائه
وألثمي البيت وحيي الأربعا
أربعا لم تلف إلا حرة
ها هنا المجد الذي لن يركعا
ها هنا فاضت ينابيع السنا
وحبا التاريخ والدنيا معا
طوفي يا روح في الوادي فكم
من نبي طاف فيه وسعى
طهر اللَّه روابيه العلا
بسلام دائم لن يفزعا
وأقام العز في ساحاته
وبنى البيت العتيق الأروعا
لا تقل صحراء فيها جفوة
فطرة اللَّه هنا ما أروعا
إنها مدرسة المجد التي
نظم اللَّه بناها ورعى
ومع الجدب فقد صارت بما
قدمت للناس سهلاً ممرعا
إنما الجدب عليها قبة
ومجن رد عنها المطمعا
قد حماها الروم والفرس فلم
يجد الزيف إليها مهيعا
حسبها واللَّه أن أهدت لنا
أحمد النور وكانت مرتعا
من لدن آدم كانت مرتعا
والهدى يسري إليها طيعا
يا نداء اللَّه في أرجائها
يا أذان النور فيها مبدعا
يا خليل اللَّه هذه كعبة
كتب اللَّه لها أن ترفعا
هات إسماعيل. لا. لن يقطعا
إن بيتي ها هنا لن يقطعا
إنه ضيفي ومن أبنائه
سيد الرسل وأزكى من سعى
هو في بيتي فاذهب آمنا
وغداً تلقاه عندي أيفعا
وغداً تعلي وإياه هنا
أس هذا البيت حتى يرفعا
يا لها هاجر في إيمانها
يا لها عين أبت أن تدمعا
سنت السعي لنا في سعيها
سبعة الأشواط سعياً ودعا
وحدها والطفل في أحضانها
وصدى من زوجها حين دعا
أنسها باللَّه في أعماقها
وخطاً من حولها لن تهجعا
يا خطا جبريل يسري معجباً
يحمل الأمن إليها مسرعا
وجنود اللَّه باتوا حولها
يتداعون إليها سرعا
حين جاع الطفل واشتد الظما
هرولت تنشد غوثاً مشبعا
ترتقي فوق الصفا في لهفة
وعلى المروة ترجو مفزعا
فامضِ يا جبريل فجر زمزما
واروِ إسماعيل حتى يشبع
واسقِ أجيالاً عطاشاً بعده
من حجيج البيت كأساً مترعا
إن يكن ماءً ففيه نفحة
كم أثارت شوقهم والأدمعا
يا ضيوف اللَّه هذي مكة
فأدخلوها سجداً أو ركعا
يا ضيوف اللَّه لبوا ربكم
قد دعاكم فاستجيبوا إذ دعا
واحملوا البر إلى أكنافها
كتب الله هنا أن يجمعا
واسفحوا الدمع صلاة وانهلوا
قرة العين هنا أن تدمعا
واسمعوا كل ملب جاءها
نشوة الروح هنا أن تسمعا
واطلبوا العودة في الحِجر فكم
تشتهي النفس هنا أن ترجعا
يا ضيوف اللَّه هذا بيته
ويمين اللَّه في الأرض معا
رحمة تشمل من صلى ومن
طاف أو يرنو إلى أن يشبعا
من يطف ستون والناظر عشـ
ـرون ومن صلى فعشراً أربعا
وصلاة ها هنا تربو على
مئة الألفِ فبادر واجمعا
هذه المروة في لألائها
والصفا فاسعوا هنا فيمن سعى
واسألوا الرحمن في أشواطكم
وألحوا واستزيدوا المطمعا
لم يخب ساع أتى مستغفراً
ربنا في عفوه قد أطمعا
جل رب البيت زكى حوله
أمة العرب فعزت موضعا
ساقها من قبل حتى عششت
في حماه واصطفاها ورعى
شدة الأرض أقامت عودها
وانعزال الحي صان الأفرعا
وبرعي الشاء كانوا قادة
وبصرع الوحش كانوا أمنعا
وجوار البيت أحيا روحهم
فزكوا فرعاً وطابوا منزعا
والذي حاد يجازي سعيه
ويعود الدين فيها أرفعا
إنها قلعة إعداد لمن
يحضنون العربي الأروعا
فإذا أشرق فيهم أحمد
ملكوا الأرض فكانوا أورعا
وهم جند الهدى للمصطفى
حملوا النور وساحوا شرعا
غضباً للَّه فيها أقدموا
يدفعون الكفر حتى يخضعا
يا نهار الفتح من تكبيرهم
ما رآك الظلم إلا أقلعا
يا ليالي النور من تأويبهم
أخلد الرمح فباتوا ركعا
من أطاع اللَّه كانوا أهله
والذي عادى يلاقي المصرعا
وإخاء الدين سوى بينهم
فأحبوا في الهدى من أسرعا
والرمال الشهب نشوى تحتهم
يشتهي النجم بها إن يطلعا
وبنوهم بعدهم لم يتركوا
في الأداني والأقاصي موضعا
نشروا الدين حليماً عدله
دون إكراه عليه جمعا
هل ترى الشمس تحج الأربعا
وضياها موشكاً أن يخشعا
إنها تخشع إجلالاً لمن
كان منها بهداه أسطعا
فاخشعي يا روح في أرجائها
والثمي البيت وحيي الأربعا
عريف الحفل: أيضاً ما زلنا مع الشعر وفي حضرة مكة، حيث سنستمع إلى قصيدة لشاعرنا الكبير الأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1449  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.