الجمال: إحساس يتولد في النفس في لحظة معينة عند رؤية شيء معين أو سماعه، هذا الإحساس يتسرب داخل النفس الرضا والمتعة، ويجعل النفس في حالة من السكون والسرور.
والجميل أيضا: "هو ما ينشئ في الذهن فكرة سامية عن الشيء في الطبيعة أو عن الموضوع في الفن، فيبعث في نفسك عاطفة السرور منه والإعجاب به"(1).
والفن: هو كل ما يصدر عن الفنان من أقوال أو أعمال، يقصد بها التعبير عما يدور في داخله، هادفاً بها إيجاد متعة جمالية عنده أو عند غيره من المتلقين. ومن علماء الجمال من يرى أن الفن: "هو القدرة على توليد الجمال أو المهارة في استحدات متعة جمالية"(2).
ولكن كيف تحدث هذه المتعة الجمالية من خلال الفن؟.
يقول أحمد حسن الزيات: "الطبيعة والفن إنما يحدثان أثرهما في النفس إما بالفكرة وإما بالعاطفة وإما بالشعور الصادر عن آلات الحس. ومن ذلك تنوع الجمال فكان عقلياً وأدبياً ومادياً"(3).
وسأحاول في هذا المبحث الوقوف على بعض آراء علماء الجمال والنقاد حول موضوع الجمال، محاولة إيجاد محور عام يرتكز عليه الكل في تعريفاتهم للجمال مهما اختلفت معتقداتهم ومذاهبهم.
وسأبدأ -بإذن الله- البحث عن حقيقة الجمال في الفكر اليوناني باعتباره مصدراً أساسياً من مصادر الفكر الأوروبي.