شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الترتيبات الجديدة لمهنة التطويف.. (1)
صدر المرسوم الملكي بعد دراسات واجتماعات.. واستعراض للآراء من قبل المطوفين أنفسهم.. وتلك كانت رغبة الملك فيصل بن عبد العزيز حفظه الله. حيث كان قبل أعوام مضت يحث المطوفين على العمل على رفع مستوى مهنتهم بالطريقة التي تضمن توافر المصالح في جيوبهم وخدمة وفود بيت الله الحرام خدمة مشرِّفة في حدود الكرامة والعزة.
واستبشر المطوفون بالمرسوم وما تبعه من لوائح وتفسيرات.. وانصرفوا بحسب الترتيب الذي نص عليه هذا المرسوم كل يعمل في طريقه.. وضمنت الدولة للفقراء والعجزة حقاً معلوماً يصرف لهم سنوياً من فائض المتوافر كضمان جماعي لهذه الفئة.
ولئن كان وزير الحج والأوقاف بالنيابة قد أصدر بياناً تفسيرياً بطريقة تطبيق المرسوم والتعليمات التي ستطبق.. فإن طريقة توزيع (وثيقة الانتساب) التي طلبت الوزارة من كل مطوف أن يحدد فيها الجهة الواحدة من تقسيمات البلاد الإسلامية الخمسة التي يرغب الانتساب إليها.. هذه الطريقة كانت مفاجئة.. وفسروا من ظاهرها.. أنها تمس كيانهم وتقضي على مقدراتهم.
ثم لمسوا مقدماً أن أكثرية المطوفين قد مالوا إلى جهة الدولة العربية وهذه الكثرة ستؤدي حتماً إلى التنافس.. ومن وراء التنافس "السمسرة" ثم تضيع المصالح.. وفي بعض البلاد العربية كحجاج شمال أفريقيا.. للمطوفين فيها موارد عذبة والمورد العذب كثير الزحام.. ثم هناك حجاج البر من سوريا ولبنان والأردن والعراق فقد أصبح باب السمسرة لهم مفتوحاً ومكشوفاً بواسطة الحملدارية ومكاتب السفر.. ويستطيع أي مطوف أن يدفع الأكثر ويحصل على العدد الأكبر. فقد حدث أن بعض مطوفي حجاج البر في الموسم الماضي قد بلغ تعداد حجاجهم أكثر من خمسة آلاف حاج.. يتسلم الحملدارية الثلث من مصالحهم ويقنع المطوف بالباقي.. لأنه لا يقدم خدمات ولا سكناً ولا خياماً لهم.
هذا الأمر زاد من مخاوف المطوفين.. وهذه المخاوف دفعتهم إلى مراجعة ولاة الأمور.. وهم واثقون كل الثقة في الحكومة الرشيدة وفي وزارة الحج التي تتلقى التعليمات الكريمة من الملك المعظم.. الذي عوَّدهم أن يناقشوا مصالحهم بأنفسهم. وهذا مبدأ الفيصل في كل الأمور ولذلك فقد طمأنهم الملك المعظم عند مراجعة بعضهم بأن الشيء الجديد لم يخرج عن مضمون المرسوم الملكي.. وإن للحجاج الحرية المطلقة..
لكن البوادر تدل على أن هناك مخططات "المؤسسات" برز منها "مؤسسة الوكلاء بجدة" وفي وثيقة الانتساب نفسها ما يستدل منه على الاتجاه نحو إقرار ذلك.
ولئن صح.. أو كان في الخفاء غيره.. فإنه إذا لم يكشف للمطوفين.. أو يفصح عنه ببيان تفسيري.. للتوعية وفهم الحقائق فإنهم قد يخطئون الفهم.. أو لا تحصل النتائج التي تتوخاها وزارة الحج من هذا الإصلاح..
والمطوفون هم جزء من هذا الشعب الذي يدين بالإخلاص والولاء لمليكه وحكومته الرشيدة.. ولا يحيدون قيد أنملة عن كل أمر ترى الحكومة فيه الصالح لهم.. لكنهم كأرباب مهنة يعلمون الكثير عن أوضاعهم مما قد يخفى على غيرهم.. وبينهم الآن شباب متعلم ورجال صهرتهم التجارب.. ويطمعون في أن تجعل وزارة الحج لهم فرصة لدراسة أوضاعهم وتقرير مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. ما دامت هذه رغبة الفيصل المفدى.. وقد لا تكون هذه الآراء أخيرة.. إلا أنها قد تنير للوزارة الطريق وتجعله واضحاً.
إذا كانت الترتيبات الجديدة تقضي على السمسرة قضاءً مبرماً وتوفر الدخل في جيوب أبناء هذه البلاد.. وتؤمن للحجاج خدمات ممتازة فهذا كل ما يتمناه أي مخلص يدين بالولاء لحكومته وبلاده.
ومعالي وزير الحج وهو الحريص على النهوض بهذه المهنة وتوفير الخير لأبنائها.. ولا شك أنه سيستجيب ليكون القوم على بينة من أمر مستقبلهم.. والطريق الذي ترى الدولة صلاحه ليسلكوه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1777  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 263 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج