شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مساجد ومواضع أثرية.. بمكة والمشعر (1)
عند أول مدخل مكة المكرمة وحدود الحرم للقادم من جدة تقع قرية "الشميسي" وهي "الحديبية" موضع بيعة الرضوان وفيها أبرم الرسول صلى الله عليه وسلم أول عهد مع قريش. حين نزلت سورة الفتح حيث كانت تقوم شجرة الرضوان التي تمت تحتها البيعة لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ (الفتح: 18) وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب خشي عمر أن يتخذ المسلمون الشجرة زلفى إلى الله وخشية تقديسها كما كان يفعل الجاهليون بأصنامهم أمر بقطعها.
وفي أول مدخل مكة من طريق وادي فاطمة يقع "مسجد التنعيم" أو "مسجد عائشة"، وتقوم في هذا الموضع أعلام الحرم وقد سمي هذا المكان التنعيم بحسبما أورده المؤرخون لأنه يقع بواد يقال له نعمان محصور بين جبلين اسم أيمنهما ناعم واسم الأيسر نعيم. وسمي "مسجد عائشة" لما روي عن النبي أنه قال لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق "أردف أختك - عائشة - فاعمرها عن التنعيم فإذا هبطت بها الأكمة فمرها فلتحرم عمرة عمرة متقبلة" فأحرمت عائشة من التنعيم وطافت وسعت للعمرة. ومسجد عائشة هذا جدده السلطان محمود سنة 1011 هجرية وخلف المسجد حوض لخزن المياه وصهريج قديم كان يمتلئ من السيول ويتوضأ منه المعتمرون. ثم تخرب فأصلحه الوزير سنان باشا سنة 978 هجرية وأصلح بئراً قريبة منه وأقام عليها ساقية. وقد عنيت الحكومة بتجديد المسجد وتوسيعه وإيصال الماء إليه ضمن الإصلاحات الكثيرة التي أولتها من العناية والرعاية.
و"مسجد الجعرانة" روى الأزرقي عنه في تاريخ مكة أن النبي لما غزا حنيناً وحاصر الطائف ثم رجع منها نحو مكة عرج في طريقه على "الجعرانة" فقسم بها مغانم حنين في ذي القعدة ثم دخل مكة ليلاً معتمراً فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة. ثم مضى ثانية إلى الجعرانة فبات بها. وفي الصباح توجه راجعاً إلى المدينة عن طريق "سرف" وهي مكان بين وادي فاطمة والتنعيم ويعرف "بميمونة" لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بنى فيه بميمونة بنت الحارث الهلالي أم المؤمنين وهي خالة عبد الله بن العباس رضي الله عنهم أجمعين. وبالقرب من المسجد الذي تعهدته الحكومة بجعرانة تقع بئر وماؤها مشهور بالعذوبة والحلاوة حتى اليوم.
ثم في الطريق بين منى ومكة يقع "مسجد بيعة العقبة الكبرى" وهو على يسار الذاهب إلى منى وذكر المؤرخون أن هذا المسجد بني سنة 144 هجرية أي في القرن الثاني للهجرة ثم عمره المستنصر العباسي سنة 639. وفي الشعب الذي يحيط بالمسجد تسلل الأنصاف جوف ليلة من أيام التشريق حين بايعوا النبي بحضرة عمه العباس بيعة العقبة الكبرى. وفي رواية أن الأوس والخزرج بايعوا محمداً فيه على أن ينصروه.
و"مسجد الخيف" بمنى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وكان خلاء. واستحدثت عمارته في القرن الثالث للهجرة بأمر المعتمد الخليفة العباسي ثم جدد بعد ذلك في القرن السادس. وفي القرن التاسع نقض السلطان قايتباي أساسه وبناه بناء محكماً. وفي عهد الحكومة تم توسيعه وأدخلت عليه تحسينات وأصبح يستوعب العدد الكبير من المصلين ويذكر المؤرخون أن هذا المسجد عريق في القدم وأن أربعين نبياً أو خمسة وأربعين نبياً صلوا فيه. وقيل إن هذا المسجد هو الذي اجتمعت فيه الأحزاب من العرب وقرروا قتال محمد والمسلمين في المدينة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 244 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج