شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تمهيد
ليست هذه الزوايا استقصاء لتاريخ فترة من فترات حياة هذا البلد المقدس وإنما هي تسجيل لحظات عابرة سجلها القلم واستسقاها من الفكر الواقعي حيناً والتاريخ المسطور حيناً آخر.
وهي من جانب آخر في نظري قليلة لا تكفي لأن أقدم لك بها صورة أكثر وضوحاً من التي تجدها في عشرات الكتب التاريخية التي سجلت لهذا البلد كل صغيرة وكبيرة.
غير أني أقولها بثقة كاملة إن مطالعتك لهذه الزوايا (وفي الزوايا خبايا) كما يقولون - ستشدُّك إلى أجواء جديدة خاصة للذين اعتادوا قراءة الخفيف السريع المتكامل.
ومرة أخرى أقولها - ليست هذه الزوايا تحقيقاً بالمعنى المألوف للتاريخ، ولكنها محاولات لدراسة بعض الخطوط الدالة على المعالم والعادات والحياة المتطورة - إلى الأفضل والأكمل، وإلقاء الضوء على كل ذلك لتتبين الملامح والعوامل التي ساعدت على تكوينها وتحديدها، فهي بهذا - لا أعتبرها من كتب التاريخ - لأنها لا تسرد تاريخ المكان والزمان إلا بالقدر الذي يدلك ويساعدك على جلاء وتوضيح ذلك الزمان بمركباته الاجتماعية وذلك المكان أو هذا بتطوراته العمرانية والحضارية.
وأبادر إلى القول بأن هذه الزوايا لم تستوعب كل ما كنت أرجوه أو أحلم به فهذا جهد يحتاج إلى موسوعة ضخمة، وإنما اخترت الحديث في بعض الزوايا كنماذج فريدة.
والواقع أن فكرة هذه الزوايا كانت تراودني وتُلحُّ عليّ منذ أمد بعيد وبدأت كتابتها فانتثرت هنا وهناك في هذه الجريدة وفي الأخرى.
وحين هممت بدفعها إلى المطبعة لتحيا دراسة أو يعيشها الناس في سجل مسطور لاحظت أن المكتبة التاريخية العربية مليئة بالدراسات والبحوث الخاصة والعامة فرجعت إليها تجديداً لدراسة التاريخ بالتاريخ وهي كُثْرٌ وأختص بالذكر منها بعض ما اتخذته مرجعاً واعتبرته مكملاً لما بدأت به في هذه الزاوية أو الأخرى. وقد ذكرتها عرضاً أثناء المواضيع التي ستمر بك.
ولا يخفى على القارئ طابع هذه الزوايا فهي انطباعات أدبية أكثر منها تاريخية لاستفرادها بيسير من النصوص وطائفة أخرى من شؤون التاريخ وعلم الاجتماع وهي في الوقت نفسه تجدها زوايا تعرضت فيها لكثير مما مر على صفحات الأيام ومن بعض ما سجلته كتب التاريخ.
والحقيقة المرغوبة أننا في حاجة إلى أن نرى الأشياء في كل عصر بعين أهله وأن نحكم بما بلغنا أو بما شاهدناه ونعايشه من تقدم أو تطور.
ولعلي بهذا قد أعطيت شيئاً وتقدمت بما عساه أن يكون من الزوايا للتاريخ لأمس دابر وحقائق واقعة ليوم حاضر.. ولعلَّ القارئ حين يستعرض بعض المواضيع أو الكثير منها قد يجد أن الأفكار التي تضمنتها تلك المواضيع كانت حين كتابة الفكرة أمنية في عالم الغيب وأنها اليوم أصبحت حقيقة ماثلة بفضل دعم وتوجيهات الجالسين على العرش خلفاء الملك عبد العزيز طيَّب الله ثراه مما جعل المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم في نهضتها الحاضرة المتميزة.
وما توفيقي إلا بالله.
علي أبو العُلا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1784  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 241 من 414
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج