شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الجفري.. وتوأم الروح
• .... أما شبيه شاعرنا الراحل، ولكن في عنصري الماء والنار معاً، فهو الأخ الأديب السعودي المعروف / عبد الله الجفري، وكان نزار يلقبه تارة"بحبيب قلبي" وتارة أخرى بتوأم الروح، فهو حساس جداً ومزاجي وأنيق ويتمسك بالمثاليات والرومانسية ويبدع في الوجدانيات، كما أنه ناري في بعض الأحيان ومائي في أحيان أخرى،
وقصة العلاقة الروحية بين نزار وعبد الله فريدة في نوعها وتستحق أن تروى، فهما لم يلتقيا من قبل، ولكنهما كانا معا في كل يوم عبر الفاكس.. والهاتف.. والمقالات والأسفار. يكتب عبد الله فيرد عليه نزار، ثم يتحدثان عبر الهاتف حول كل أمور الدنيا والحياة والحب والشعر والأدب والوجدانيات التي يبدع بها الجفري في مقالاته ورواياته وكتبه وإنتاجه الإبداعي الغزير. وكتب الجفري عشرات المقالات عن نزار، واستشهد بأشعاره في "أول الكلام" قبل مرضه وبعده، وعندما دخل المستشفى جاء إلى لندن خصيصاً ليكون بجانب سرير الأخ الذي لم تلده أمه، والشاعر الذي أحب والإنسان الذي يحترم. وعندما التقيته سألته عن الترتيبات وإمكانيات الزيارة، وخصوصاً أن الشاعر الراحل كان قد انتقل من غرفة العناية الفائقة إلى غرفته في مستشفى سان توماس التي كانت تغص بالورود، وتحولت إلى مزار للأطباء والممرضات والزوار.
اتصلت بالسيدة هدباء وقلت لها إنني سأحضر هذه المرة ومعي ضيف عزيز فاسألي حبيبنا إن كان مستعداً لاستقبالنا... وعادت لتقول لي: على الرحب والسعة ولكن من هو الضيف... قلت: عبد الله الجفري... وعندما أخبرَته سمعت صوته عبر الهاتف يغرد بصوت عال: أوه... أهلاً وسهلاً فيه وبضيفه... أهلاً بحبيب قلبي.
وهكذا كان، حمل أخي عبد الله باقة ورود زهرية اللون لعلها "تفك القهر" كما يقولون... ودخلنا معاً إلى غرفة نزار... وجلست أرقب مشهد اللقاء الحار الدافق بين صديقين وأخوين تعاهدا على الوفاء لفترة طويلة ثم التقيا بعد طول انتظار. وكنا كلما حاولنا الاعتذار للانصراف، ضناً بصحة نزار ورغبة في عدم إرهاقه، كان يصرعلينا البقاء ويقول: لاتهتموا أنا بخير...
وأشعر بسعادة كبرى... وشكراً يا عرفان... والله ما بتجيب معك إلا الحب والخير والناس الطيبين الأتقياء... يا صاحب الخلجات...
وضحكنا ثم انصرفنا على أمل لقاء آخر في منزله عندما يعود إليه... ولم نكذب خبراً، فقد تكرر اللقاء مرة أخرى في أوائل آذار/ مارس 1998.
وكان نزار بدأ يتعافى من الأزمة الأولى ويستعيد بعض رونقه وصحته...
وكان برفقة عبد الله كريمته (زين) التي تكمل دراسة الدكتوراه في علم الاجتماع، ومن حسن الحظ أنها أحضرت معها آلة تصويرها واستأذنّا نزار في أخذ بعض الصور التذكارية معه... وشاء القدر أن تكون آخر الصور التي ظهر فيها شاعرنا الكبير.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :977  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 487 من 545
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج