ـ هذا الكتاب: ليس دراسة نقدية لأدب، ولفكر، وللرؤية التاريخية لدى أستاذنا ومعلمنا الكبير (محمد حسين زيدان) يرحمه الله.
لم أفكِّر في ذلك - عندما نهضتْ ((فكرة)) الكتاب - بل كنت مدفوعاً بأسباب أعمق في رأيي، أبسطها، وأوجب ما فيها: أنها تنبثق من معاني (التكريم) لمشوار عمره الثر، ولعطاء عقله المفكر والمُعلِّم لأجيال من بعده.
إن أقسى قرارات الحياة: أن نُودِّع من أحببْناهم بوجداننا، ومَن رايناهم بمعرفتنا، ومن صادقناهم بعقولنا، ومن رووا تربة عقولنا دوماً بالمعرفة، وبزاد الثقافة، وبماء الوعي!
إن جمرة الحياة التي تحرق.. تتمثل في: فقدنا لمن رأينا فيهم محبَّتنا، وتفاؤلنا، وشبابنا، وصحو أمانينا، وإبتساماتنا، وتجفيف دموعنا!
إنها الوقفة المطعونة التي تسيل منها دموعنا، كأنها دماؤنا... وتردُّ فيها شفاهنا إلى حلوقنا، في غُصَّة الفراق، والحزن، والفقد!
* * *
ـ إنَّ هذا الكتاب: تعبير عن عزاء ((الكلمة)) عن عزاء ((الحبِّ))... وقد كانت الكلمة: جِسْره إلى الناس.. وقد كان الحب: عطاءه لكل الناس!!
ولعلّ من أجمل أبيات الشعر التي كان يرددها في سمعي لشاعره المفضل الذي اصطفى شعره في شواهده، والحديث عن المواقف: (المتنبي).. هذا البيت الذي نتذكَّره به، ونُهديه إلى روحه:
يا من يعزُّ علينا أن نُفارقَهم
وجداننا كل شيء بعدَكُم عدم!
* * *
ـ يرحم الله (محمد حسين زيدان): الإنسان أولاً.. العالم، المثقف، الموسوعة، المفكر، المؤرخ، النَّسابة.. التاريخ الذي أضاف إلى حياتنا معه: صدق الإنسان، ومحبته!!
عبد الله الجفري
ـ البطاقة:
ـ الاسم: محمد حسين زيدان
ـ الميلاد: المدينة المنوَّرة - 1325هـ.
ـ المؤهلات: شهادة من المدرسة الراقية الهاشمية سنة 1343هـ، والدراسة في المسجد النبوي - القراءة.
ـ العمل: عضو مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز - رئيس تحرير مجلة (الدارة).
الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.