شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجاهِد العَلم
الأمير عَبد الكريم الخطَابي (في ذكرى مرور عام على وفاته)
مضى العام يا عبد الكريم.. وليته
تحقق فيه ما صبوتَ له دهرا
وما متَّ يا عبد الكريم، وإنما
غدوت لنا من خلف أظهرنا ظَهْرا
تجدد ذكراك اللهيبَ بأضْلُعٍ
تحِسُّك في عُمْر النِّضال كما البُشْرى
نعم كنت أرجو أن نراك بأرضنا
رضياً كلانا: ما أبرَّ وما أحْرى
وقد كنت ترجو أن تُعَمِّر كي ترى
بعينيك هذا اليوم أكرمه عُمْرا
ولكنها الأقدار تختار دوننا
وما اختارت الأقدار تجري به أمرا
رضينا قضاء الله فينا وبيننا
وللصابرين اللهُ ما زادهم صبرا
ويا أنت يا عبد الكريم، ولا أرى
على اسمك ما يدعو إلى غيره ذكرا
بأي نعوت المجد أدعوك إنني
أراك (سَمِيَّ المجدِ) صورتَه الأُخرى
فيا أنت يا عبد الكريم تحية
إليك بفأل النصر أبعثها تترى
أحيّيك لليوم الذي قد رجوته
وسامرتنا الليل الذي يسبق الفجرا
أينساك إخوان الكفاح، وإنما
جمعت وإياهم على أكرم الذكرى
معاذ الهدى إنا على العهد مثلما
رأيت فإن نسكت فقد نأكل الجَمْرا
أحيّيك لليوم الذي امتدَّ صُبْحُهُ
من الرّيف يبدو عند كعبتنا ظُهْرا
حملت إلينا "الشمس" في كفّ مؤمن
وقد كان ليلُ الشرق لم يرفع السترا
فعادت إلى الإشراق من حيث بدؤها
تعاود مجراها، وتستأنف المَسْرى
فيا فالق الصبح الذي عشت بعدَه
على القَيْظ تستملي أشعتَه الحَرَّى
عساك رضيَّ النفس والنور دافئ
رطيب وهذي الشمس تستعجل العَصْرا
لك الله ما أقسى الذي قد حملته
وفي الأرض أقزامٌ تناصبك الشرَّا
يضيقون بالأفذاذ ذرعاً ومنهجاً
ويوغر مجدُ الناس أمثالهم صدرا
فعشت على اللأواء كالطَّوْد شامخاً
يقهقه "للتيس" الذي ينطح الصَّخْرا
وما ضر أن نالوك يوماً فربما
قذى الأرض غطّى (الشمس) يوماً وما ضرَّا (1)
وما ضرَّ أن نالوك غَدْراًً فإنما
تنال أسودُ الغاب في غابها غَدْرا
ويا قاهر الأبطال والسيفُ مُشْرَعٌ
فما أنت من يَمْضي إلى حَتْفه قَهْرا
دلفت إلى الموت الزؤام مغامراً
مِراراً، جهاراً، ثم راودته سِرَّا
فلما أتاك الموتُ من حيث لم تكن
تبالي رأيت الموتَ غايتَك الكبرى
وراح عدوُ المجد بالموت شامتاً
وأحقر أن يُبْدي شماتته جهرا
وفارقت أرض الناس تسمو على الثرى
بروحك حتى صرت في كوكب الشِّعْرى
تُطِلُّ على الأمجاد من ذروة العُلا
وتستشرف الغيب الذي عَزَّ أن يُدْرى
مكانُك بين الخالدين ممهد
وذكرك فوَّاح، كمنبته عطرا
وخلّفت للأرض الحطام تنازعوا
عليه ككنز ضَمَّ في جوفه تِبْرا
وخلَفت للأجيال بعدك عبرة
سوالفَ تستهدي فتنفحها طُهْرا
دروس من التاريخ أوصل بينها
فجدُّك في الأولى وجئت له إثرا
تقول لمن أعشى ضياؤك عينَه
تنكب عن العلياء لا تَرْكَب العسرا
أبوك أمير المؤمنين فهل نرى
عجيباً إذا ما كان أورثك السِّرا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1103  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 871 من 1288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.