شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تقديم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كانت سنين عجافاً في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية تلك التي تمتد ما بين 1400 - 1406هـ = 1980م - 1986م، ويشاء الله أن تكون هي السنين التي قضيتها دارساً في جامعات بريطانيا، تنقلت فيها بين أكثر من جامعة، وعشت في أثنائها تلك الفواجع التي تركت آثارها وندوبها على نفس كل فرد مسلم يهمه مصير أمته، وتقلقه صروفها وأحداثها.
فلم أكد أمضي عاماً واحداً حتى قامت إسرائيل في عام 1401هـ بضرب المفاعل النووي العراقي، واستمعت يومها - إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق - رونالد ريجان - وهو يدافع عن هذا الاعتداء الغاشم ويصفه بأنه كان دفاعاً عن النفس، وعندما قامت رئيسة وزراء بريطانيا - ((مارغريت تاتشر)) في مجلس العموم لتستنكر ذلك الاعتداء، فإذا بأصوات ترتفع من المقاعد الخلفية للمجلس على ذلك الاستنكار وتؤكد حق المعتدي في ترويع البلد الآمن.
ولم ينقض عام على هذا الحادث الأليم حتى وجدت إسرائيل مجالاً آخر تؤكد من خلاله فرض وجودها العسكري ونظريتها التوسعية، ونحن في عام 1402هـ والعام الذي غزت فيه إسرائيل أرض لبنان، وكان عالم الشتات في التاريخ الفلسطيني الباسل، وعام الدماء البريئة، الطاهرة، التي تعاون اليهود والمسيحيون - معاً - على إراقتها في مخيمات صبرا وشاتيلا وكنا يومها نجلس أمام التلفزيون لنشاهد الأخبار المروعة، ونتابع تطور الأحداث الدامية والألم يأخذ منا كل مأخذ، وتزداد مساحة أسئلة الاستفسار عن سر هذا التعاطف الذي توليه المؤسسات السياسية الغربية والأجهزة الإعلامية فيها لهذا النهج النازي الذي تسير عليه دولة إسرائيل العنصرية فلا نكاد نقع على إجابة شافية أو تفسير مرضٍ.
وكما كان يتم ترحيل الفلسطينيين من أرض لبنان وبمساعدة من القوى العظمى في العالم، قام بعض أفراد الحزب المعارض في بريطانيا ينادي بقفل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية الموجود في لندن، لماذا يفعلون هذا؟ لماذا جميعهم يتفقون على محاربة الوجود الفلسطيني؟ أين هي الديمقراطية الغربية والحرية الفكرية؟ تلك الشعارات المزعومة التي عشنا على صورها الخلابة قبل أن تطأ أقدامنا أرض هذا البلد، ويتهاوى البناء، ويتلاشى الحلم، لنستيقظ على صور الواقع الأليم الذي لا نقوى على الفرار من وطأته لأنه يستهدف وجودنا كأمة ذات عقيدة وحضارة وتراث.
وتوالت الأحداث تباعاً، وكان أهمها قبل أن تنقضي سنوات الغربة هو ضرب مقر منظمة التحرير في تونس عام 1405هـ ورفض البريطانيون مقابلة الوفد الفلسطيني المكوّن من محمد ملحم والياس فريج بعد وصولهم إلى لندن في عام 1406هـ، وكان الرفض الأخير استجابة لضغوط اللوبي الصهيوني في كل من أمريكا وبريطانيا.
وعندما نذكر اللوبي الصهيوني في الأقطار الغربية فإنه في كثير من الأحيان تنقصنا الدراسة المستفيضة لجذور هذا اللوبي وامتداده في النواحي الفكرية قبل أن تصل آثاره إلى النواحي السياسية والإعلامية..
وهذه الفصول التي أقدمها بين يدي القارئ هي محاولة متواضعة في هذا الشأن لا تكتفي بظواهر الأشياء بل تحاول أن تتعمق صور الولاء الغربي للفكر الصهيوني، وتبرهن على وجوده من خلال الآثار الفكرية والمواقف السياسية، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة إيجاد (إعلام إسلامي) ينبثق من عقيدة الأمة وفكرها ليتصدى في قوة ومعرفة للمد الصهيوني الذي لا تزال جذوره تضرب في أعماق المجتمع الغربي ويحتل المواقع الاستراتيجية في أجهزة الإعلام المتعددة.
بقي أن أشير إلى أن بعض هذه الفصول نشر في صحيفة المدينة المنورة على حلقات متوالية، وبعضها الآخر بقي بين أوراقي فلما عزمت على إخراج هذا الكتاب أضفته إلى الحلقات السابقة.
ويعود الفضل إلى فكرة إخراج هذا الكتاب إلى معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي آنذاك الدكتور عبد الله عمر نصيف، الذي أتوجه إليه بخالص الشكر على اهتمامه ومتابعته، كما أشكر أستاذنا الفاضل أحمد محمد جمال، على ما أبداه من توجيهات واقتراحات وكذلك صديقي الدكتور عدنان محمد وزان، على متابعته الكريمة.
والله ولي التوفيق
د. عاصم حمدان علي
كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز
 
طباعة

تعليق

 القراءات :998  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 259 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .