شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد عبد الله مليباري ))
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ الأديب محمد عبد الله مليباري فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فلقد قرأت قبل أسابيع حديثاً صحفياً أدلى به معالي الدكتور محمد عبده يماني إلى مجلة اليمامة، علقت منه عبارة في ذهني، وما تزال محفورة في ذاكرتي إلى اليوم. تقول العبارة: لقد نسيني أصدقائي حينما تركت الوزارة، عبارة امتزج فيها الألم باليأس، وعبارة يريد أن ينطق فيها معالي الدكتور المثل السائد بين المتقاعدين، وهو قولهم: إن التقاعد يأس. هذا هو المعروف في أوساطنا ومجتمعنا، أما الآخرون في المجتمعات التي تعرف الحياة، وكيف يعيشونها يقولون دائماً: إن الحياة الممتعة تبدأ مع التقاعد. لمَ ساد هذا المثل في أوساطنا الوظيفية والاجتماعية؟ سؤال طاردته.. ببحث عفوي غير معمق. وإذا بي أجد أن أكثر من يتداول هذا المثل أولئك الذين ترتبط مصالحهم بالموظف أو بصاحب المنصب، أولئك الذين يسقطون ابتساماتهم أنَّى ذهب هذا الموظف أو قام وقعد، أولئك الذين يقفون في أقواس منحنية ليشعروا الموظف أنه صاحب جاه، يشعروه طمعاً في أن يحققوا مطامحهم، ومطامعهم، ومصالحهم.
- إن صديقي الودود الأستاذ عبد المقصود بهذه الأمسيات التكريمية التي اعتدنا أن نسميها الاثنينية أراد أن يجسد الحب الحقيقي لا ذلك الحب الزائف الذي يسقط الابتسامات الزائفة، إنه بهذه الأمسيات يجعل كل نظرة من نظراتكم تفيض بالحب الخالص المنتزع من قلب أبيض، لا يزاحمه مصلحة، ولا مطمع، ولا غرض شخصي. لقد عرفت هذه الحقيقة قبل أن أحال إلى التقاعد، أو قبل أن أطلب إحالتي إلى التقاعد، ويوم تسلمت قرار الإِحالة قلت:
برغم التقاعد رغم الكهولة
ستبقى حياتي حياة جميلة
سألبسها من شعاع النجوم
وشاحاً يجسد حلم الطفولة
أُجنبها نزوات الشباب
لأُبعدها عن مهاوي الرذيلة
وللشمس أجدل من شعرها
جدائل أصنع منها خميلة
يقولون إنَّ التقاعد يأس
فقلت التفاؤل يذبح غولـه
تفاءلت حتى ظننت بأن
شبابـي مقيـم يــذود أفـولـه
وقاومت حتى اغتصبت هنائي
من الجهد قـد كنـت يومـاً قتيلـه
 
- هذا ما أقوله، وطبقت ما يقوله الآخرون، أي أننا نبدأ حياة جديدة ممتعة مع التقاعد، وأظن أن المحتفى به الأستاذ علي يطبق نفس المثل الذي يقوله الآخرون. فقبل أن يحال إلى التقاعد ببضعة شهور أصدر عدداً من الدواوين، ولا زال إلى اليوم إنتاجه أكثر تواصلاً، لذلك أنعطف بكم منعطفاً آخر، وأقف فيه على ساحة شخصية أخرى للأستاذ علي، هي شخصيته الشاعرية، وهو شاعر مجيد تقليدي كما يقولون، وأقول أصالي، شاعر له شعر قوي، وعبارات خيالية مجنحة وجدانية.
- أنا لا أقول الشعر ولكني أضطر إلى أن أقوله بيني وبين نفسي حينما يمضُّ نفسي ألم ويومض في وجداني حلم. أترنم للألم لأخفف وطأته، وأغني للوجدان لأحلق معه في أجواء الخيال، ومع ذلك فإنني أرجو أن تكون أمسيتنا هذه أمسية شعرية لأن المحتفى به شاعر، وإنني هنا أرى بعض شعرائنا محبذاً لو بادر كل منهم بإنشاد مقطوعة شعرية، أو قصيدة. وأخيراً أشكركم جميعاً على سماع هذه الثرثرة التي ترامت على ضفاف نبع عبد المقصود خوجه الثر، الذي ما زال متواصلاً لم يرس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1543  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج